دعا إيرول يرار التركي رئيس منظمة منتدى الأعمال الدولي رجال ونساء الأعمال من مختلف الدول العربية والإسلامية إلى الانخراط بكثافة في المنتدى من أجل توحيد الجهود للنهوض بالأوضاع الاقتصادية لبلدانهم. وقال مخاطبا المشاركين في مؤتمر دولي نظمته جمعية أمل للمقاولات بمدينة مراكش ما بين 1 و3 مايو الجاري، إن أول سؤال يسأله رجل أعمال "ماذا سأستفيد من مثل هذه الخطوة" وهو سؤال مشروع، لكن هناك سؤال آخر يجب أن يطرحه وهو "ماذا سيستفيد وطني وأمتي" ، مضيفا فيما يشبه الموعظة الدينية أن "أعمالنا هي من ستنزل معنا إلى القبر، وغير ذلك يبقى وراءنا". وأضاف يارار وهو رجل في الخمسينات من عمره إن رجال الأعمال المنخرطين في توحيد الجهود من أجل نهضة هذه الأمة يبغون من ذلك وجه الله، لن تكون تجارتهم إلا رابحة لهم ورابحة مع الله يستفيدون في الدنيا والآخرة. وأكد يارار والذي ناداه أكثر من متدخل "بالشيخ التاجر" إن منطقنا في التجارة هو منطق إسلامي صرف يجمع بين السعي إلى الربح مع مراعاة مراقبة الله لأعمالنا، وهو ما لمسنا فيه فعالية ونجاعة كبيرتين. وأشار يرار الذي كان يتكلم مستقيا الأمثلة الكثيرة من التاريخ الإسلامي ومن سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أن آية عظيمة "واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا" كانت دائما ملهمة للتجار والسياسيين والأمراء في التاريخ الإسلامي، والذين بنوا بها حضارة عظيمة. ونوه يرار بمكانة المغرب في شمال إفريقيا الحساسة وقدرته على تبني الريادة في توحيد الجهود الاقتصادية المغربية. ونبه أن الدول الأوروبية، والتي عانت من الحروب فيما بينها في صراع هو الأكثر دموية في تاريخ البشرية (الحرب العالمية قضت على 40 مليون نسمة) توحدت اقتصاديا وهو ما مكنها من مواجهة الأزمة الاقتصادية لسنة 2009 وما صاحبها من انكماش اقتصادي وارتفاع للبطالة، بل إن ألمانيا القوية تحتاج الآن أكثر من اي وقت مضى إلى الإتحاد الأوروبي من أجل مزيد من التطور والنماء، وأيضا نجد في أمريكا اتحادات اقتصادية كبرى تقوي من وجودها في السوق، وهو الحال في بريطانيا والصين، فين حين أن رقم المبادلات التجارية بين الدول الإسلامية مازال ضعيفا جدا بالرغم مما بذلته منظمة التعاون الإسلامي من جهود محمودة في السنوات الأخيرة ظهرت نتائجها الطيبة حيث ارتفعت رقم المبادلات ب2.2 في المائة، لكن ذلك لم يكن كافيا.