انفردت صحيفة العلم (لسان حزب الاستقلال) في عددها الصادرة أمس الخميس، بالتوقف عند موضوع المساعدات الإنسانية التي قدمتها الحكومة السعودية إلى جبهة البوليزاريو، وتساءلت عن أسباب وخلقيات هذه التطورات، دون أن تمرر أجوبة، مقابل صمت باقي المنابر الإعلامية. وقال بيان للسفارة السعودية بالجزائر آن المملكة العربية السعودية قدمت يوم الثلاثاء الماضي "مساعدة إنسانية قدرها 206 طن من التمور لفائدة اللاجئين الصحراويين"، كما أوضح بيان السفارة آن قافلة المساعدات "انطلقت من ميناء وهران الجزائري بحضور السفير السعودي بالجزائر، سامي بن عبد الله صالح وممثل عن وزارة المالية السعودية وبإشراف من ممثلية برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة بالجزائر بالتنسيق مع ممثلي الهلال الأحمر الجزائري والهلال الأحمر الصحراوي". ومن المعلوم لدى المراقبين أن السعودية تتبنى موقفا مؤيدا للمقاربة المغربية للنزاع الصحراوي، كما أنها لعبت دور الوسيط بين الطرفين، واحتضنت بداية الثمانينات مفاوضات سرية بين مسؤولين مغاربة ومسؤولي الجبهة البوليزاريو. ولا زالت الأوساط المغربية الرسمية، تتحفظ عن التعليق عن هذه التطورات، أما الرأي العام، فلا يبدو أنه سيخرج عن تبني إحدى التفسيرين: إما أن الأمر يتعلق بمساعدات إنسانية تعودت على القيام بها السعودية، في العديد من بقاع المعمور، وإما أن الأمر يتجاوز سقف المساعدات، ليطرق باب حسابات سياسية، تؤشر بدخول السعودية في ملف المفاوضات مع الجبهة، ومحاولة إحياء الدور السعودي في المنطقة العربية الذي تعرض لهزات عدة بفعل صعود نجم الدور القطري خلال العقد الأخير.