تعرف عملية الدخول المدرسي في عمالة طنجةأصيلة بداية هذا الموسم الدراسي بعض الارتباك، وذلك بسبب انعدام مدارس ابتدائية في بعض الأحياء السكنية الحديثة، ما أدى إلى إغراق مؤسسات تعليمية قريبة في اكتظاظ مهول للتلاميذ. واضطرت إدارات بعض المدارس الابتدائية، إلى رد العشرات من آباء وأولياء أمور التلاميذ الراغبين في تسجيل أبنائهم الذين بلغوا سن التمدرس، بدعوى عدم توفر مقاعد شاغرة في بنية الاستقبال، كما هو الحال في مدرسة أبي هريرة، ومدرسة بوخالف 2 الابتدائية. وقالت أطر تربوية في تصريحات متطابقة ل «أخبار اليوم»، إن مدرسة أبي هريرة في حي الرهراه، تشهد اكتظاظا غير مسبوق، وصل إلى أزيد من 1310 تلميذ، بينما لا تتوفر بناية المؤسسة إلا على 16 حجرة دراسية، وذلك بمعدل 46 تلميذا في القسم، وإذا تم فتح باب التسجيل دون سقف، فيمكن أن نصل إلى أكثر من 53 تلميذا في القسم، وهي ظروف لا تساعد حينئذ على التمدرس الجيد. وأضافت المصادر ذاتها، أن مذكرة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، تحث المؤسسات التعليمية على أن لا يتعدى عدد التلاميذ في كل حجرة دراسية، 30 تلميذا على الأكثر، خصوصا بالنسبة للمستوى الأول والثاني، فيما قالت إحدى الأستاذات إن القسم الذي تدرس به مكتظ عن آخره بالطاولات، ومع ذلك لا يجد بعض التلاميذ أين يجلسون. واشتكت الأطر التربوية بمدرسة أبي هريرة على سبيل المثال، من معاناتها مع ضغوطات الأمهات والآباء من جهة، ومع مصالح وزارة التربية الوطنية التي تشدد على احترام الضوابط وشروط التمدرس. وبالنسبة للأساتذة العاملين بهذه المؤسسة التربوية، فإن الإشكال بحسبهم يتمثل في كون المدرسة تستقبل التلاميذ من روافد عديدة، مثل حي «الرهراه» الذي تتعدى ساكنته 15 ألف نسمة، إضافة إلى حي «بوبانة»، و حي «بيراسكو»، إضافة إلى المجمعات السكنية الملحقة، في حين لم تتم إضافة أية مدرسة أخرى قريبة من المنطقة لتخفيف الضغط. وكشفت المصادر نفسها، أن مدرسة أبي هريرة تتميز بسمعة طيبة على صعيد المدينة، وهو ما يجعلها وجهة استقطاب للأسر الباحثة عن تعليم جيد لأبنائها، في حين أن طاقتها الاستيعابية لم تعد قادرة حتى على استيعاب أبناء الأسر القاطنة في الأحياء الواقعة في مجالها الترابي، والتي تعرف توسعا عمرانيا وتزايدا سكانيا سنة بعد أخرى. 6