منتهى الحكرة

رفعت ‬‮«‬بينيا ‬كازا ‬مدريديستا‮»‬، ‬أحد ‬أنشط ‬الجمعيات ‬المساندة ‬لفريق ‬ريال ‬مدريد ‬بالمغرب، ‬تيفو ‬للإحتفال ‬بالفريق ‬الملكي ‬على ‬هامش ‬مباراة ‬نصف ‬نهائي ‬كأس ‬العالم ‬ببلادنا ‬بين ‬فريق ‬ريال ‬مدريد ‬وكروز ‬آزول ‬المكسيكي ‬بالمركب ‬الكبير ‬لمدينة ‬مراكش.‬
لكن ‬المثير ‬للإستغراب، ‬هو ‬أن ‬اللجنة ‬المنظمة ‬التابعة ‬للفيفا ‬رفضت ‬قبل ‬أسبوع ‬السماح ‬للألتراس ‬المساندة ‬لفريق ‬المغرب ‬التطواني ‬بإدخال ‬لوازم ‬تيفو ‬كانت ‬تعتزم ‬رفعه ‬في ‬المباراة ‬الإفتتاحية ‬لكأس ‬العالم ‬للأندية ‬بين ‬المغرب ‬التطواني ‬وأوكلاند ‬سيتي ‬النيوزلندي ‬بالمجمع ‬الرياضي ‬مولاي ‬عبد ‬الله ‬بمدينة ‬الرباط، ‬بحجة ‬أن ‬قوانين ‬‮«‬الفيفا‮»‬ ‬لهذا ‬العام ‬تمنع ‬ذلك ‬رغم ‬أن ‬هذا ‬التيفو ‬لم ‬يتضمن ‬أي ‬خدش ‬للحياء ‬أو ‬إساءة ‬بل ‬العكس ‬كان ‬الهدف ‬منه ‬تحفيز ‬فريق ‬المغرب ‬التطواني ‬وتشريف ‬مدينة ‬تطوان ‬والمغرب ‬ككل.‬
ولم ‬يتم ‬مراعاة ‬المجهود ‬الذي ‬بذلته ‬ألتراس ‬‮«‬لوس ‬مطادوريس‮»‬ ‬و»سيمبري ‬بالوما‮»‬ ‬الفصيلين ‬المساندين ‬لفريق ‬المغرب ‬التطواني، ‬الذين ‬استعدوا ‬على ‬امتداد ‬أسبوع ‬كامل ‬وتحملوا ‬عناء ‬التنقل ‬إلى ‬مدينة ‬الرباط ‬بل ‬وقضوا ‬ليالي ‬بيضاء ‬وتكبدوا ‬خسائر ‬مادية ‬لإعداد ‬تيفو ‬في ‬مستوى ‬تطلعات ‬الجماهير ‬المغربية، ‬قبل ‬أن ‬يفاجئوا ‬بمنعهم ‬من ‬طرف ‬اللجنة ‬المنظمة ‬التابعة ‬للفيفا ‬بإدخال ‬التيفو ‬بذرائع ‬وهمية ‬لا ‬تستند ‬على ‬أسس ‬قانونية، ‬في ‬وقت ‬يتم ‬فيه ‬التعامل ‬بمنطق ‬آخر ‬بالسماح ‬لجماهير ‬الميرينغي ‬برفع ‬تيفو ‬للاحتفال ‬بفريق ‬أجنبي ‬بالمغرب ‬ولا ‬ضرر ‬في ‬ذلك، ‬لكن ‬العيب ‬كل ‬العيب ‬هو ‬الإستخفاف ‬بمشاعر ‬الجمهور ‬التطواني ‬الأبي ‬والتضييق ‬عليه ‬بمنعه ‬من ‬إدخال ‬تيفو ‬كأنه ‬جاء ‬من ‬كوكب ‬آخر، ‬وليس ‬فريق ‬مغربي ‬يمثل ‬كرة ‬القدم ‬الوطنية ‬ويحمل ‬قميصه ‬راية ‬الوطن.‬
إنها ‬منتهى ‬‮«‬الحكرة‮»‬ ‬أن ‬تحس ‬أنك ‬غريب ‬في ‬وطنك، ‬وأن ‬تمنع ‬من ‬رفع ‬تيفو ‬يمجد ‬لتاريخ ‬مدينتك ‬التي ‬ناضلت ‬وقدمت ‬الغالي ‬والنفيس ‬من ‬أجل ‬الحصول ‬على ‬استقلالها، ‬ونعامل ‬جهة ‬أخرى ‬بتعامل ‬يليق ‬بالمقال ‬والمقام ‬بتوفير ‬كل ‬سبل ‬الدعم ‬للإحتفال ‬بفريقها ‬المفضل.‬
وهناك ‬من ‬ربط ‬منع ‬الجمهور ‬التطواني ‬من ‬إدخال ‬التيفو ‬بعقوبة ‬نسجت ‬في ‬الخفاء ‬لرفض ‬ألتراس ‬المغرب ‬التطواني ‬تسلم ‬تذاكر ‬مجانية ‬من ‬طرف ‬جامعة ‬الكرة ‬لحضور ‬المباراة ‬الإفتتاحية ‬للموندياليتو، ‬متشبثة ‬بحقها ‬المشروع ‬لاقتناء ‬تذاكر ‬المباراة ‬من ‬ملعب ‬سانية ‬الرمل ‬بمدينة ‬تطوان، ‬مقدمة ‬بالدليل ‬والبرهان ‬أن ‬حب ‬‮«‬الروخي ‬بلانكو‮»‬ ‬لا ‬يباع ‬ولا ‬يشترى، ‬بعيدا ‬عن ‬اللهفة ‬وراء ‬الأرباح ‬المادية ‬وفرص ‬العمر ‬لبعض ‬الجمعيات ‬المحلية ‬التي ‬استغلت ‬هدية ‬لقجع ‬وكرمه ‬الحاثمي ‬للمتاجرة ‬بهذه ‬التذاكر ‬المجانية ‬في ‬السوق ‬السوداء، ‬وتلك ‬حكاية ‬أخرى.‬
لكن ‬رغم ‬العراقيل ‬والإستفزازات ‬التي ‬تعرض ‬لها ‬جمهور ‬المغرب ‬التطواني ‬وسط ‬صمت ‬مطبق ‬للمكتبه ‬المسير ‬للماط، ‬فيجب ‬أن ‬نرفع ‬القبعة ‬لهذا ‬الجمهور ‬التطواني ‬الذي ‬حطم ‬الأرقام ‬القياسية ‬بتنقل ‬تاريخي ‬إلى ‬العاصمة ‬الرباط ‬بلغ ‬35 ‬ألف ‬متفرج ‬وشجع ‬فريقه ‬حتى ‬الضربات ‬الترجيحية، ‬واستمر ‬في ‬مساندة ‬ودعم ‬لاعبيه ‬الذين ‬أجهشوا ‬بالبكاء ‬بعد ‬نهاية ‬المباراة ‬مرددا:‬‮»‬ ‬تطوان، ‬تطوان‮»‬، ‬قبل ‬أن ‬ينصرف ‬بهدوء ‬من ‬المجمع ‬الرياضي ‬مولاي ‬عبد ‬الله ‬بالرباط ‬بدون ‬إخلال ‬بالأمن ‬العام ‬أوالممتلكات ‬العامة، ‬مقدما ‬صورة ‬الجمهور ‬المثالي ‬الذي ‬يعشق ‬وطنه ‬حتى ‬النخاع.‬