رفض عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي ورجل الأعمال، الحديث إلى قناة «الجزيرة» القطرية، بعد اعتراض طاقم هذه الأخيرة له خلال مشاركته أول أمس الاثنين في أشغال مؤتمر المحفل الأكبر للحركة الماسونية في العاصمة اليونانية أثينا. وأورد موقع القناة القطرية على الأنترنيت، أن المغرب كان البلد العربي الوحيد إلى جانب لبنان الذي شارك في مؤتمر المحفل الأكبر للماسون الذي انعقد هذه السنة بصفة شبه علنية، فيما بقيت أشغال المؤتمر طي التكتم والسرية، ولم يسمح للصحفيين بتتبع أشغاله الداخلية. واستنادا إلى صورة نشرها موقع قناة «الجزيرة» لمنصة مؤتمر الماسون، فقد ظهر العلم الوطني المغربي منصوبا بجانب أعلام الدول الأوربية المشاركة بوفود تضم شخصيات سياسية وعلمية وأكاديمية جد نافذة، بجانب كبار أثرياء العالم المنضمين إلى حركة البنائين الأحرار، فيما تسرب عن أشغال المؤتمر أنه ناقش الدعوة إلى علمنة مناهج التعليم في كافة الدول العربية والإسلامية. وبحضور عزيز أخنوش، وزير الفلاحة المغربي، أشغال مؤتمر الماسون وتمثيله المغرب في هذا المحفل، يكون قد ورث كرسي السلطان المولى عبد الحفيظ الذي يعد آخر أهم شخصية ماسونية عربية مسلمة في كافة منطقة شمال إفريقيا في القرن العشرين، بجانب الأمير عبد القادر الجزائري. واستنادا إلى المعطيات الواردة في كتاب «الماسون بالمغرب خلال عهد الجمهورية الثالثة 1867 – 1940»، لمؤلفه الفرنسي جورج أودو الصادر سنة 1999، فإن السلطان مولاي حفيظ سيصبح مع نهاية سنة 1920 مشاركا في مدريد ضمن مضيفة ماسونية تحمل اسم: «اتحاد إسباني أمريكي رقم 379» التابعة للحركة الماسونية «الشرق الكبير لإسبانيا»، بدرجة «مرافق» يوم 10 أكتوبر 1921 ثم بدرجة «أستاذ» (أو سيد) يوم 13 ماي 1925. هذا، ويعود تأسيس أول مضيفة ماسونية بالمغرب إلى سنة 1867، حيث سيصبح حاييم بن شيمول أول رئيس مؤسس للمضيفة الماسونية بطنجة، التي أسسها يهود مغاربة حاملون للجنسية الفرنسية أو أوراق الحماية. ومعلوم أن حاييم بن شيمول كان ترجمانا لدى فرنسا ومديرا للجريدة المؤثرة «إفاقة المغرب» ومديرا لبنك «ترانسات» وعضوا مؤسسا للرابطة الإسرائيلية العالمية وللرابطة الفرنسية بالمغرب، وكان أيضا مراسلا للمجموعات البحرية ووكالة «هافا» التجارية. وحسب المؤرخ الفرنسي جورج أودو، فقد كانت أول مضيفة ماسونية مغربية تتصرف كعامل قوي لإحلال الطابع الأوربي بجانب باقي المضيفات الإسبانية التي كانت في تكاثر. وفي سنة 1867، كانت مضيفة طنجة تضم 73 من الماسون بينهم أول مغربي مسلم مشارك يدعى محمد الدكالي.