مرت سنتين على القرار الأحادي الذي اتخذته الجارة الشرقية الجزائر، القاضي بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، بناء على ما وصفته آنذاك بأعمال عدائية تجاهها من طرف المملكة المغربية. ومنذ ذلك الوقت لم يكف المغرب في إظهار الأخوة للدولة الجزائرية شعبا وقيادة، خصوصا بعد الأزمة التي مرت بها أثناء اندلاع الحرائق بمنطقة القبائل، حيث بادر المغرب إلى تقديم المساعدة في إخمادها. ومن جهته، جلالة الملك محمد السادس، في كل فرصة كان يمد اليد إلى الجارة الشرقية وهي يد الأخوة والصداقة وحسن الجوار مؤكدا مرة أخرى في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش المجيد أن "المغرب لن يكون أبدا مصدر شر أو سوء للجزائر". وفي هذا السياق، أفاد تقرير لniusdiario.es أن التوتر بين المغرب والجزائر بدأ ينخفض رغم التصعيد الذي حصل خلال الشهور المقبلة، إلا أن بوادر المصالحة لا زلت غير واضحة المعالم، في ظل دعم الجزائر لجبهة البوليساريو الإنفصالية. وحسب ذات المصدر، لا يوجد ما يوحي بأن الدعوة الأخيرة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة عيد العرش ستغير رأي المجلس العسكري الحاكم في الجزائر. - Advertisement - وقال التقرير، إن الاعتراف الرسمي للولايات المتحدةالأمريكية بالصحراء المغربية، والتطبيع مع دولة إسرائيل يعتبران من الأسباب الرئيسية التي زادت من حدة التوتر بين البلدين. ووفقا لتقرير الصحيفة، فإن قضايا أخرى وترت العلاقات، وهي مرتبطة باتهامات الجزائر للمغرب بالتجسس عليها ببرنامج "بيغاسوس"، وفق نفس المصدر، والتدخلات العسكرية للقوات المغربية في الصحراء ضد جبهة "البوليساريو". وبلغ الأمر أوج التصعيد حيث قررت السلطات الجزائرية عدم تجديد عقد خط أنابيب الغاز المغاربي – الأوروبي الذي يعبر الأراضي المغربية نحو إسبانيا، وكان المغرب يحصل مقابل ذلك على حاجياته من الغاز الجزائر. ووفقا للصحيفة المذكورة، اتسمت الأشهر ال 12 الماضية بالعودة إلى الوضع الطبيعي النسبي بعد شهور من التوتر الشديد، ولم يمنع الانفراج كلا البلدين من الشروع في سباق تسلح حقيقي في الآونة الأخيرة، ويبدو من غير المحتمل أن يتدهور الوضع، على الأقل في الوقت الحالي، بين الجارتين. - Advertisement -