عبّر عدد من المستخدمين ب «حمّامات» شعبية في تصريحات ل «الاتحاد الاشتراكي»، عن تذمرهم الكبير من بعض القرارات التي اتخذتها السلطات العمومية من أجل مواجهة أزمة الإجهاد المائي التي تمر منها بلادنا، والتي كان من بينها تقليص أيام العمل إلى أربعة أيام في الأسبوع، مشددين على أن مجهودهم اليومي الذي كانوا يبذلونه من أجل كسب ما يسدّون به رمقهم ويواجهون به متطلبات العيش، قد تقلّص بسبب هذا القرار. المستخدمون المعنيون، ويتعلق الأمر بعدد ممن يمتهنون مهنة «حكّ» وتنظيف المستحمين، الذين يعرفون باسم «الكسّالة»، أوضح عدد منهم في تصريحاتهم للجريدة، على أنه بات لزاما عليهم انتظار أيام العمل المحددة ما بين الخميس والأحد للتعامل مع الزبائن، وشدّد بعضهم على أن مجموعة من المواطنين حضروا بكثرة خلال الأسبوع الفارط، بشكل أرهقهم ولم يستطيعوا معه تلبية كل الطلبات، خاصة وأن هناك من «الحمّامات» التي عرفت اكتظاظا كبيرا، خلافا لأخرى التي كان الإقبال عليها ضعيفا أو متوسطا، مما زاد من حدة التبعات الاجتماعية على هذه الفئة التي تعيش من العمل الذي تقوم به مع زبائنها. واستقت الجريدة آراء مجموعة من المواطنين في مدينة الدارالبيضاء والنواحي، الذي أكد عدد منهم أنهم توجهوا إلى «الحمّامات» التي ظلت تستقبلهم طيلة سنوات، فوجد بعضهم أنها لم تكن مكتظة خلال نهاية الأسبوع خلافا لما كان متوقعا، وهو ما أرجعه عدد منهم إلى حالة التخوف التي سادت في أوساط الجميع من أن تتحول لحظة الاستحمام، التي يجب أن تكون للراحة والسكينة والمتعة، إلى لحظة للاختناق والمشاحنات، خاصة في ظل تفشي بعض السلوكات الفردانية، وبالتالي أدى هذا الشكّ إلى مقاطعة الكثيرين للحمّام، حيث فضل العديد من الأشخاص الاستحمام في بيوتهم بالرغم من موجة البرد التي تعرفها بلادنا في الفترة الحالية. وإذا كانت بعض الحمّامات عاشت وضعا «طبيعيا» بالنظر لعدد «المرتفقين» الذين زاروها، فإن أخرى لم يتمكن زبنائها من قضاء وقت مريح فيها، بسبب حالة الاكتظاظ التي تم وصفها ب «الفظيعة»، وفقا لتعبيرات بعض المواطنين، الذين شددوا على أنهم أحسوا بالندم لقدومهم إلى «الحمّام» بسبب الازدحام الذي طبع لحظات استحمامهم، سواء في الإقبال على أخذ الماء أو من أجل العثور على مكان للجلوس، أو حتى في قاعة الجلوس و»اللباس»، فضلا عن مشاهد إهدار الماء بشكل ملحوظ، وهو ما يأتي مناقضا للهدف الذي لأجله تم اتخذا قرار تقليص أيام العمل. وشدّد عدد ممن استقت الجريدة آرائهم، على أن القرار الذي تم اتخاذه، لن يقلًّص من معدّلات الماء المستهلك في الحمّامات، بما أن مجموع المستحمين هو نفسه، حتى وإن غاب بعضهم حاليا، إذ ستفرض عليهم الأيام المقبلة العودة إلى «الحمّامات»، وبالتالي لن تعرف هذه الفضاءات التي يتم التوجه إليها من أجل النظافة والبحث عن لحظات ل «تسخين» الأجسام إلا المزيد من الاختناق، داعين إلى إعادة النظر في هذا القرار، الذي يبقى «قاصرا» في ظل عمق الأزمة التي تتسبب فيها «ندرة» المياه؟