علم لدى مصادر عائلية أن الفنان الحاج محمد بوزوبع رائد فن الملحون قد انتقل إلى عفو الله صباح يوم الأربعاء بعد صراع طويل مع المرض. وقال محمد بوزوبع الإبن الأكبر للمرحوم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن والده وافته المنية في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء عن عمر يناهز 76 سنة. وكان الفنان الراحل الذي يعد إيقونة فن المحلون بفاس قد أصيب قبل مدة بجلطة دماغية أدخل إثرها إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس. وقبل ذلك ظل راقدا بمنزله بطريق إيموزار بفاس، في غياب أي التفاتة من الجهات الوصية على الشأن الثقافي محليا وجهويا ومركزيا، تعيد الاعتبار إليه وإلى مساره الفني الزاخر. ويعد الفنان بوزوبع الذي ازداد سنة 1939 بفاس من الأسماء الوازنة في المشهد الغنائي المغربي خاصة في فن الملحون. وساهم الفنان بوزوبع الذي كان وضعه الصحي قد تدهور في السنة الأخيرة في إغناء الريبرتوار الموسيقي لإذاعة فاس من خلال أزيد من 170 أغنية وقصيدة كان لها دور في صيانة فن الملحون والمحافظة على هذا الموروث الفني الأصيل. وقد ظل الفقيد منذ أكثر من سنة يصارع المرض، وكان قبل ذلك، ومنذ منذ نحو 6 سنوات قد غاب عن الساحة الفنية بعد تكريمه والاحتفاء به في برنامج «مسار» بالقناة الثانية من طرف عتيق بنشيكر وثلة من زملائه وأصدقائه وباحثين، وذلك بعد أسابيع من استضافته وأدائه رائعته «التواتية» في البرنامج التلفزيوني «نغموتاي» على القناة الأولى، ليخبو بريقه دون أن يسأل أحد من مسؤولي القطاع، عن سر ذلك أو حاله. وقد عمل الفقيد بوزوبع أستاذا للموسيقى بالمعهد الموسيقي بمدينة فاس، وخلف وراءه أكثر من 170 أغنية وقصيدة للملحون، أداها على مدى حوالي 75 سنة، الذي نهل من معين هذا الفن الخالد على يد والده الراحل بوزوبع، وكان له دور فعال في صيانة هذا الموروث الغنائي الأصيل المغربي بامتياز والمحافظة عليه والتفاني في ذلك، وتؤثثه ريبورتواره الفني الوطني الذي جعله واحدا من الأسماء الوازنة في المشهد الغنائي وأحد أهرامات فن المحلون. وقد شكل بوزوبع اسما بارزا في فن الملحون منذ دخوله بابه الأوسع قبل 56 سنة بعدما رضع حبه من ثدي عائلته ذات الامتداد الفني الطويل، خاصة أبوه الذي تتلمذ على يده وفتح له آفاق التألق قبل أن تتاح له فرصة الظهور على شاشة التلفزة المغربية صحبة الجوق العصري للإذاعة الجهوية لفاس بقيادة الموسيقار الراحل أحمد الشجعي.