طالبت إسبانيا بشكل رسمي المغرب، بحسب مصادر إعلامية إسبانية، بحماية شركة الأرز الإسبانية المتواجدة بإقليمالعرائش بعد أن قامت بالتهديد باللجوء إلى التحكيم الدولي، ومارافق ذلك من إشارات تصعيدية قد تضع العلاقات المغربية - الإسبانية على المحك، خاصة بعد أن قام القنصل الاسباني بزيارة مقر الشركة لتناول تطورات الأحداث الأخيرة بحقول الأرز بعد منع السكان للشركة من القيام بعملية الحرث، واقتراب موسم الحرث من نهايته. القنصل الإسباني فضل عدم الالتقاء بعامل الإقليم بعد أن عجزت السلطة المحلية عن احتواء الأزمة، مما عقد الأمور وتحركت على إثر ذلك شركات إسبانية تستثمر في قطاعات أخرى معلنة تضامنها مع شركة الأرز، وعبرت عن رغبتها في التحرك في اتجاه التصعيد مع الحكومة المغربية في حال انقضى موسم الزرع من دون إتمامه. تهديد مبطن كان كافيا لأن تتحرك بعده السلطات العمومية لفرض «قانون الشركة،وتمكينها من الحرث وزرع الأرز ولو اقتضى الأمر سقيه بدماء المغاربة ما بين القوات الأمنية وسكان الدواوير، حيث مازالت حالة من الاحتقان تعم المنطقة بعد التطورات الأمنية الخطيرة الأخيرة، والتي سقط خلالها عشرات الجرحى من الجانبين واعتقل العشرات مع نزوح جماعي للسكان المجاورين للشركة في اتجاه الدواوير الأخرى. مقاربة أمنية باهظة التكاليف تلك التي تطالب بها إسبانيا المغرب بفرض طوق عسكري على طول الأراضي المستغلة من قبل الشركة طوال موسم الأرز، مع ماسيتخلل ذلك من مناوشات مع السكان واعتقالات حيث توجد حاليا لائحة بمبحوث عنهم من بين شباب الدواوير. المواجهات الأخيرة وتحرك الديبلوماسية الإسبانية دفع وزارة الداخلية أخيرا للخروج عن صمتها، حيث نددت بشدة بما أسمته «أعمال العنف التي ارتكبها بعض المتظاهرين إزاء قوات حفظ النظام التي تدخلت من أجل تأمين السير العادي لعملية الحرث الخاصة بزراعة الأرز في إقليمالعرائش، مذكرة بأنه لن يسمح بأية عرقلة لحرية الشغل والحركة وأن السلطات العمومية ستحرص على التطبيق الدقيق للقانون ومعاقبة كل انتهاك».وأبرزت أنه عقب عقد اجتماعين برئاسة السلطات الإقليمية والمحلية وممثلي الشركة الإسبانية ومندوبي الدواوير المعنية، تم التوصل إلى تفاهم يتمثل في إحداث حزام للحماية ضد الحشرات طوله 150 مترا عرضا وعشرة كيلومترات طولا، ووضع برنامج لمواكبة التعاونيات المحدثة من قبل السكان، اقتراح قال عنه المنتفضون إنه لايعنيهم لأنه لايمكن ل 150متر ا أن تحبس عنهم البعوض، ولايمكنها أيضا أن تفتح آفاق الاشتغال لهم، مطالبين بحلول جذرية وبإطلاق سراح المعتقلين، الأمر الذي يدفع إلى القول بأن الأوضاع ستظل متوترة على الأقل في الوقت الراهن.