يعاني الفنان محمد مغني، أحد أهم الأصوات الغنائية في الأطلس المتوسط، وحيدا في صراع مع المرض، منذ مدة طويلة، تزيد على ثلاثة سنوات يحتاج إلى إمكانيات مادية، لأن وضعه الإجتماعي لا يسمح له بذلك، كان قد دخل المستشفى يوم 27 يناير 2009، وهو الآن في وضع صحي حرج، وقد اشتد به المرض وألزمه الفراش. محمد مغني رمز من رموز الذاكرة الأمازيغية، ابن مدينة خنيفرة، من مواليد سنة 1959، بدأ مشواره الفني منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي. أمتع بفنه الأصيل والهادف أبناء جيله، وما بعدهم، ويعد نموذج الفنان الأمازيغي، الذي أعطى الشيء الكثير، ولم يكن يوما ما يغني من أجل الشهرة والمال. محمد مغني عازف على الآلة الوترية، يلحن و يغني الفن الشعبي الأمازيغي، بحنجرته الفريدة، واستطاع أن يستحضر الثقافة الأمازيغية في كل أغانيه. سبق له أن تعرض للاعتقال وعاش جحيم سنوات الرصاص، هو ومجموعة من الفنانين، عاش طول حياته مهمشا، كما تعرض للإقصاء من الجهات المسؤولة، في الإذاعة والتلفزة وفي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية رغم أنه كان يتطوع من أجل المساهمة في أنشطة هذا المعهد، رغم حاجته إلى المال. وكان يحضر لكل اللقاءات الفنية التي يستدعى إليها، كما يعد من بين الباحثين في الأغنية الأمازيغية. محمد مغني فنان وشاعر، سجل العديد من الأسطوانات الغنائية للإذاعة والتلفزة، ولطالما نشط حفلات وأعراس وقدم عطاءه الفني الأصيل الذي امتد لسنوات. هذا الفنان أغنى بإبداعاته سجل الأغنية الشعبية المغربية على مدى أربعة عقود، سجل للإذاعة المغربية ما يزيد عن أربعين أغنية. قالت عنه الفنانة شريفة كريستين (التي بدأت مسيرتها الفنية في الثمانينات القرن الماضي، مع الفنان محمد ستيتو، والذي سجل لها مجموعة من الأغاني مع الفنان محمد رويشة)، بأنه أسد الأغنية الأمازيغية بلامنازع. ولقبه بعض المعجبين بالعندليب الأمازيغي. تم تكريمه بمهرجان تورتين صيف سنة 2008 بمدينة إفران، وبعد شهور قليلة عن ذلك التكريم دخل المستشفى. نتمنى للعازف والملحن محمد مغني الشفاء العاجل والصحة والعافية وطول العمر، والعودة السريعة لمزاولة نشاطه الفني .