لأن حب القراءة والكتاب مطلب يسعى إليه الجميع كلما سمح المكان والزمان، ولأن قيمة كتاب الباحث والأديب المغربي أحمد زنيبر تحمل رمزية وقدرا من العلم والاجتهاد والمثابرة، ضمن مرحلة تاريخية هامة عزيزة على المغاربة، حرص عدد كثير من عشاق الكتاب ومحبي القراءة على حضور الموعد الأدبي والثقافي، المندرج ضمن فقرة «حديث كتاب»، الذي تنظمه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلا - زمور زعير. مساء يوم الأربعاء رابع ماي الجاري، تم الاحتفاء بآخر إصدار للناقد والشاعر المغربي أحمد ازنيبر تحت عنوان «مديح الصدى». ويعتبر أحمد زنيبر غزير الكتابة، يملك مؤلفات موزعة بين النقد والشعر والتحقيق. ووسط فضاء جميل وحميمي مزين باللوحات الفنية، وتشكيلة زرابي مغربية أصيلة، تناول الكلمة الناقد عبد الخالق العمراوي ليبسط مداخلة بعنوان «سؤال الأدبية في الغرب الإسلامي»، تطرقت إلى طبيعة الكتابة وأهم محتويات كتاب «مديح الصدى». تحدث العمراني، منبها إلى أن الكتاب ينقسم إلى مباحث: المبحث الأول يتناول أدب المذكرات للمختار السوسي، الذي استحضر التاريخ ودخل في محاورة مفتوحة مع الذات والذاكرة، وأدب الرحلة للحسن اليوسي، ثم ديوان «شموع» لمحمد الحلوي. أما المبحث الثاني فتوجه إلى دراسة شعر يوسف الثالث، إذ وجد أحمد ازنيبر في مفهوم الغربة مدخلا لدراسة أعمال الشاعر، خاصة بعد ضياع الأندلس، فيما تناول المبحث الثالث «فن التْرْجْمَة» من خلال المدني التركماني، وأخيرا سلط الضوء في الفصل الثالث على علم التحقيق انطلاقا من محمد المنوني وصولا إلى نجاة لمريني في العصر الحالي، معتمدا مرجعية أساسية تتعلق بالدفاع عن الهوية المغربية. وبدورها ساهمت المبدعة والناقدة والروائية حليمة زين العابدين، حيث قدمت قراءة عاشقة لهذا الكتاب، معلنة أن ما أثارها ولفت انتباهها هو غلاف الكتاب، ولون لوحته الخضراء المفتوحة على كل ما هوجميل. وأضافت أن عنوان الكتاب «مديح الصدى» يوحي بأن الأمر يتعلق بديوان شعري، بالنظر إلى طبيعته الانزياحية، مشيرة إلى أنه يقوم بنقد تاريخي، حين يقدم المختار السوسي، وقراءة في الأدب، حين يقدم إبداع الحسن اليوسي، وقراءة في أدب الحلوي، حين يقدم الشاعر الوطني والرومانسي ثم الشاعر يوسف الثالث الذي يتردد في مؤلف ازنيبر مثقلا بالغربة. وتخللت هذه الجلسة الحميمية مقطوعات موسيقية وأغان للفنان المغربي أحمد همراس.