وضعت النيابة العامة للمحكمة الابتدائية ببرشيد الأخ رضوان جادي كاتب فرع حزب الاستقلال بجماعة سيدي عبد الخالق، تحت الحراسة النظرية لتعميق البحث من طرف الضابطة القضائية للنواصر، وذلك على خلفية الأحداث التي وقعت بدوار الزراهنة، إثر تعرض السكان ضد إقامة مقلع ببلاد ولد عكيدة. وقد ترك هذا الاعتقال الجائر تذمرا وسخطا في أوساط السكان وكافة المتتبعين لهذا الملف الشائك، والذي يراد من ورائه ثني الأخ جادي ومن معه عن موقفهم المشروع في معارضة هذا المقلع الذي يحاول صاحبه إقامته قسرا، مسخرا الترغيب المادي تارة والترهيب والتهديد تارة أخرى، حيث يدعي بأنه لا أحد يمكن اعتراض سبيله في ذلك، وأن له يدا طولى تمكنه من تطويع كافة المتمردين والزج بهم في السجن إذا تطلب الأمر ذلك، وما يثير الاستغراب ويستفز مشاعر المتقاضين ومساندي الأخ جادي بالمحكمة هو تردد صاحب الشركة على مكاتب نواب الوكيل بشكل مريب وبطريقة استعراض العضلات طيلة المدة التي وضع فيها الأخ جادي تحت الحراسة النظرية، سعيا منه لترهيب السكان والتأثير على مجريات المحاكمة. وإن سكان المنطقة ومعهم الرأي العام المحلي إذ يناشدون في السيد وزير العدل والحريات نزاهته وصدق نيته وحزمه في محاربة رموز الفساد والمفسدين بهذا القطاع أمثال هؤلاء الذين يحاولون بشتى الوسائل إعادة البلاد إلى سابق عهدها ولا زالوا يحنون إلى عهد الفوضى، وجعل العدالة سوطا في أيديهم، يرهبون به المستضعفين من العباد الذين لا حول لهم ولا قوة أمام هذا الجبروت، ولا ذنب لهم سوى أنهم أصحاب حق، ويدافعون على أستعادته وصونه، كما يطالبون من السيد الوزير التدخل لإيقاف هذا المتسلط على رقاب الغلابى عند حده إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل، سيما وأنه يدعي بأن أحد نواب الملك يسانده مساندة مطلقة في قضيته، وتبين ذلك جليا بعد اعتقال الأخ جادي محاولة منهم قطع دابر هذا التمرد الذي هو رأس حربته، والذي عاد لتوه لمزاولة عمله مجددا بنفس المحكمة بعدما غادرها لمدة سنة للعمل بإحدى المحاكم بشمال المملكة. فهل نحن فعلا في دولة الحق والقانون، وسيادة العدل؟ سؤال سيجيبنا عنه القضاء الذي سينال بفضل نزاهة أطره وحيادهم التام كل ذي حق حقه. يذكر بأن الإخوة قاسيمي المصطفى وفؤاد القادري المستشاران بالبرلمان وحسن هروفي مفتش الحزب بالإقليم، وفعاليات إعلامية وجمعوية وحقوقية قامت منذ الوهلة الأولى من اعتقال الأخ جادي بمؤازرته، ومساندته كي ينال حريته، ويخرج بريئا من هذا الملف الملفق.