في عهد الدولة المرابطية عرفت مدينة ازمور نشاطا دينيا متميزا على يد عدد كبير من العلماء المتصوفين ومن بينهم مولاي بوشعيب الرداد. ومولاي بوشعيب هذا هو ابو شعيب ايوب بن سعيد الصنهاجي ولد سنة 463ه بقرية ايير الموجودة بدائرة عبدة اقليم اسفي وتتلمذ على يد الفقيه العلامة سيدي عبد الله بن واكريس الدكالي والمشترائي الأصل الذي عاش في قرية أبي اسكاون الذي تخرج على يد عدة علماء وفقهاء أجلاء من بينهم مولاي ابو شعيب الذي رحل الى عدة بلدان لطلب العلم منها اغمات واريكا وفاس وازمور والاندلس كما زار اشبيلية وقرطبة واتصل بالقاضي عياض وتتلمذ على كبار مشايخ التصوف والعلم في ذلك العهد من بينهم ابو علي المنصور بن ابراهيم المسطاسي دفين ازمور المعروف بسيدي علي بن غبث ومن ابرز تلامذة سيدي ابي شعيب الذي كان له فضل كبير في العلم والإرشاد مولاي بوعزة بن عبد الرحمان دفين تاغيا وقد كانت لأبي شعيب علاقات وطيدة مع سيدي جعفر وابنه مولاي عبد الله امغار دفين قرية كانت تسمى تيط بضواحي مدينة الجديدة المسماة حاليا مولاي عبد الله وقد لقب مولاي بوشعيب بالسارية لكونه كان ينتصب في الصلاة وقراءة القرآن ليلا كالسارية، وبفضله وعلمه استطاعت ازمور ان تحقق شهرة عمت الآفاق بحيث يتوافد عليها الزوار من كل مكان لزيارة ضريح مولاي بوشعيب الرداد الذي لقبه بعض البدو والسذج (بعطاي العزارى) توفي حوالي سنة 561 هجرية عن عمر يناهز 98 سنة. ودفن بالضريح الموجود حاليا بمدينة ازمور التي تعتبر احدى المدن المغربية التي إستأثرت كبار المؤرخين المغاربة والأجانب وقد تضاربت الآراء حول تاريخ تأسيسها فالبعض يرجعه إلى الفترة الفنيقية والبعض يرجعه إلى البرابرة غير أن اسم المدينة عرف عدة تقلبات قبل أن يستقر على ما هو عليه حاليا «آزمور» وقد إعتصم سكانها بحبل الدين الإسلامي خلال الفتوحات الإسلامية حيث دخلها الفاتحون المسلمون بقيادة موسى ابن نصير الذي أمر بتأسيس مسجد بها وتزويده بعدد من الفقاء والعلماء لكن سلوك بعض الولاة الأمويين فيما بعد لم يلبث أن جعلها تنطوي على نفسها فتأسست إمارة خارجية «الخوارج» مستقلة عن الخلافة الإسلامية بالمشرق سنة 125 هجرية على غرار باقي الإمارات المحلية الأخرى التي ظهرت بالمغرب من امثال إمارة بني صالح في نكور وبني مدرار في سجلماسة فدخلت مدينة آزمور ضمن إمارة تحمل اسم بورغواظ بزعامة صالح بن طريف البورغواطي وتمتد من سلا شمالا إلى آزمور جنوبا، وبعد وفاة المولى إدريس الثاني سنة 213 هجرية خلفه ابنه محمد. فكان من نصيب أخيه عيسى إقليم شاسع يشمل سلا وشالة وتامسنا وآزمور، وحوالي سنة 1508 ميلادية تعرضت مدينة آزمور إنطلاقا من مصب نهر أم الربيع لهجوم برتغالي يتكون من 75 سفينة حربية محملة بحوالي 2000 جندي برتغالي لكن الغزاة فشلوا أمام مقاومة الأزموريين الذي استعملوا المقاليع والنبال. وفي سنة 1513 ميلادية قام البرتغاليون بقيادة الدوق دي بركانس بحملة مكنته أكثر من 500 قطعة من الأسطول الحربي محملة بأكثر من 2000 فارس و13000 من المشاة معززين بالمدفعية من احتلال مدينة آزمور بعد محاصرتها برا وبحرا، وفي سنة 1541 ميلادية تم إجلاء البرتغال عن مدينة آزمور بعد 28 سنة من الإحتلال واجه خلالها البرتغاليون مقاومة عنيفة من طرف الأزموريين والسعديين بقيادة إبن العباس أحمد الأعرج، فدخلت المدينة تحت حكم الدولة السعدية المغربية.