بنعبد الله: المغرب أمام وضعية فراغ سياسي خطير لا يمكن أن تملأهُ سوى تعبيراتٌ عفوية أو متطرفة    عاجل... اتفاق بين وزارة العدل وجمعية هيئات المحامين على "مأسسة الحوار" عقب وساطة برلمانية    المغاربة يراكمون الثروات..ارتفاع لافت في ودائع الأسر والمقاولات لدى البنوك    مجلس المنافسة…أسعار البيع في محطات الوقود لا ت قايس مباشرة بأسعار برميل النفط الخام        قطر تنسحب من الوساطة بشأن غزة    سيدات الجيش يدشن مشوار البحث عن ثاني لقب قاري بمواجهة نسور المدينة السنغالي    بطولة شمال إفريقيا لكرة القدم.. مدرب المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة يوجه الدعوة ل20 لاعبا    حرارة النهار فوق المعدل بالمملكة    إنقاذ قاصر مغربي بمينياء الجزيرة الخضراء كان مختبأ أسفل شاحنة قدمت من طنجة    في الناظور.. حسن المودن يكشف آفاق دراسة الأدب من منظور نفسي    ربط وفاة بريطانية لأول مرة باستخدام علاج ضد البدانة    افتتاح مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف في أجواء رائعة    هذا هو فارق الأصوات بين رودري وفينيسيوس في سباق الكرة الذهبية    جمعية جهات المغرب تعلن عن موعد المناظرة الثانية للجهوية المتقدمة        مأساة عملية الختان بشفشاون.. 8 أسر ترفع شكاوى ضد رئيسة جمعية    الملك محمد السادس يهنئ ملك الكامبودج بمناسبة العيد الوطني لبلاده    ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 43 ألفا و552 شهيدا منذ بدء العدوان    بينالي دكار يبرز فن التصميم المغربي    لماذا يستمر غلاء المحروقات رغم انخفاض اسعار النفط؟.. مجلس المنافسة يجيب!        مؤسسة الجديدة للفنون والثقافات تنظم ورشة للرسم لفائدة قرية أطفال sos بالجديدة    "كلنا نغني" حفل كامل العدد وليلة لا تنسى على المسرح البلدي بتونس    اسبانيا تمنع مرور شحنات أسلحة اسرائيلية عبر ميناء الجزيرة الخضراء    أيام وطنية للتحسيس والكشف عن داء السكري بالفنيدق    زيت الزيتون يحلق عاليا.. أسر تُكافح لإبقاء "الذهب الأخضر" على موائدها    تحذيرات من رسو سفينة بميناء طنجة محملة بالأسلحة لإسرائيل    الدرهم يتراجع أمام الدولار ويرتفع مقابل الأورو    مدرب منتخب الغابون: مهاجمونا أسرع من مدافعي المنتخب المغربي وهو ما سيصنع الفارق    موريتانيا تستدعي "محترفي المغرب"    مجلس المنافسة: حجم واردات الغازوال والبنزين بلغ أزيد من 14 مليار درهم خلال الربع الثاني من سنة 2024    أنيس بلا فريج يكتب: الرئيس ترامب والمرجعية السياسية الجديدة.. هل يعيد ترميم "صورة" أمريكا في العالم؟    مطالب باعتمادات مالية مخصصة للمساواة الفعلية في الموازنة العامة لعام 2025    "حزب الله" يستهدف قاعدة شمال حيفا    الشامي: المجتمع المدني والجامعة جزء لا يتجزأ من الحكامة الترابية    خصاص حاد في النقل المدرسي بسيدي علال التازي    البحرية الملكية تحبط محاولة للهجرة غير النظامية على متن قارب شمال غرب طانطان    توضيح من والد زكرياء الواحدي حول أخبار تمثيل ابنه المنتخب البلجيكي    تقرير: 90% من الوثائق التجارية في المغرب لا تزال ورقية.. والدفع الرقمي يواجه مقاومة ثقافية        السلطات القضائية الأمريكية توجه تهمة التخطيط لاغتيال دونالد ترامب لعميل لإيران    مشاريع مائية وطرقية في إقليم كلميم    انعقاد الاجتماع الدوري لجمعية جهات المغرب        هيومن رايتس ووتش تدعو الغرب لوقف بيع الأسلحة لإسرائيل    "جيش بلوشستان" يسقط قتلى بباكستان    "بني مكادة يا دولة" .. المقاطعة الاكبر بالمغرب تتفوق سكانيا على دول اوروبية    المديني: روايات المغاربيين باللغة الفرنسية تقدم درجة لا تطاق من السذاجة    دراسة حديثة تكشف عن أهمية ساعات النوم من أجل "شيخوخة ناجحة"    فعاليات الملتقى الجهوي الثالث للتحسيس بمرض الهيموفيليا المنعقد بتطوان    المغرب وفرنسا… إضاءة التاريخ لتحوّل جذري في الحاضر والمستقبل    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منظومة الأسرة النووية والأحياء العمودية غيبت الترابط العائلي في مجتمعنا
عائلات لا تتزاور إلا في الأفراح والعزاء..!
نشر في العلم يوم 10 - 02 - 2010

قديماً كانت العائلة أقوى ضمان ضد الانحراف والأمراض النفسية التي تصيب تماسك الأسرة في العصر الحديث نتيجة ثورة التكنولوجيا وعصر العولمة الذي اختلت فيه القيم والثوابث، والرجة عصفت الأصول وأبقت الفروع تعصف بها رياح الاغتراب عن الأهل رغم أنهم تحت سقف واحد وأحياناً يتقاسمون غرفة واحدة.
الآن طبيعة الحياة اختلفت، زحام ومسؤوليات وأحلام تتدافع في العقول تبغي سبيلاً للمنال، ومعها لا وقت إلا للجري والانغماس بين رحى العمل والطموح، وفي خضم ذلك المعترك يتحول البيت إلى جزر بعضها تنأى عن بعض وأخرى تتجاور مكاناً لكنها تتباعد روحاً، ويبقى شمل العائلة تائهاً» فضل سبيله للاجتماع بعد فراق مديد أثمرته تفاصيل الحياة العصرية ويطول الانتظار حتى تأتي مناسبة فيجتمعون لسويعات فقط في المآتم لأيام ثلاثة ومن ثمًّ ينفض الجميع ويزيد الفراق ويتغلغل الانعزال ضدا عن .
المحافظين عليها والمسربين لهذه العادة الاجتماعية واقتصارها فقط على مناسبات بعضها حزينة وأخرى سعيدة، وتصنيع أحوال الناس بين مجتهد في استعادة تفاصيل تلك اللحمة العائلية وبين مستسلم لضياعها بسبب تفاصيل الحياة التي لاتترك مجالاً إلا للعمل والكد من أجل الرزق ومستقبل الأولاد، .
يقول أب يعيش في وحدة رغم وجود الابناء
لقد أخذتنا مشاغل الحياة الكثيرة من «لمة العائلة»، لكنها مازالت تعصف بقلوبنا أحياناً تذكرنا بأيام الطفولة الجميلة واجتماع الأهل جميعهم الأعمام والعمات والأخوال والخالات لدى الجد والجدة، نذكر تلك المشاكسات والمشاكل التي اقترفناها بلا قصد، ونذكر اجتماعنا في الأفراح وسعادتنا التي كانت تغمر قلوبنا يوم اللقاء الأسبوعي في بيت أجدادنا حيث نتبادل الأخبار ونتعمق في التفاصيل اليومية التي لاتترك مجالاً إلا للعمل والكد من أجل الرزق ومستقبل الأولاد، البعض يحاول أن يستعيد بهجة تلك اللمة فيخطط وينظم، أحياناً تنجح مخططاته وفي أحيان أخرى تفشل والسبب تفاصيل الحياة العصرية التي تكدر أجواء الحياة الاجتماعية.
«منى» فتاة في الثلاثينيات من عمرها، تنتمي لعائلتها وتعيش على ذكريات الأجداد والآباء، تعشق اللمة وأجواء الترابط الأسري لكنها لاتجد لهذه المتعة سبيلا إذ غالبا ما تغيبها تفاصيل الحياة الدقيقة، العمل والانشغال بالأعباء المنزلية وهموم الحياة التي لاتنتهي، لكنها تجتهد في إحيائها على الأقل مرة في الأسبوع، وطريقتها في ذلك التخطيط المسبق، تقول: «في نهاية كل أسبوع أخطط لاجتماع أشقائي المتزوجين وزوجاتهم وأبنائهم في بيت والدتي، ولا يقتصر هذا الاجتماع على تقديم أصناف محببة لهم من الطعام بل يتضمنه ألعاب للأطفال نشاركهم فيها مثل المسابقات الترفيهية سواء في القرآن الكريم أو في المناهج الدراسية والمعلومات العامة، بدلا من اللعب العشوائي الذي غالباً يترك آثاراً سلبية نتيجة الصدامات بين الأطفال «وتشير إلى أن ذلك الاجتماع يقوي العلاقات بين الأشقاء ويدعم علاقات الأطفال ببعضهم فيشبوا على جو الترابط بينهم مهما باعدت بينهم مشاغل الدنيا وهمومها، وتضيف: «أنها أحياناً تنجح في تحقيق هذا الاجتماع الذي تغمره مشاعر الود والتراحم وأحياناً يتعذر عليها ذلك في ظل انشغال أحد الأشقاء واعتذاره عن الحضور بسبب العمل»، مؤكدة أن سعادتها الكبيرة حين ينجح اللقاء ويتكرر أسبوعاً بعد أسبوع بلا انقطاع.
في المناسبات فقط
الحاجة غيثة أم وجدة، تحدثت عن تفاصيل «اجتماع العائلة» بنبرة تمازجت بين الألم والشوق لإعادتها تماماً كذكريات الزمن الجميل، تقول: «أن اجتماع العائلة الكبيرة بعد أن رحل الأجداد والآباء اقتصر على المناسبات فقط الحزينة والسعيدة ولسويعات فقط ومن ثمَّ ينفض الجميع إلى أعماله وأشغاله ويندس بين همومه وأوجاعه التي تثقل كاهله» مشيرة إلى أن أكثر اجتماعات عائلتها تكون في شهر رمضان والأعياد فيتبادلون الزيارات ويجتمعون على مائدة الإفطار وأحيانا يستمر بهم حال الوئام لاستكمال حلقة سمر حتى السحور وتكون ذلك مرة أو مرتين في الشهر وليس كما كان في زمن والديها وأجدادها فلا يمر يوم دون الاجتماع في كنف الجدة يستمعون إلى أحاديثها يأخذون العبرة والعظة لتعينهم على تسوية أمورهم ومشاكلهم في إطار ودي بعيدا عن المشاحنات التي تنهي العلاقات الإنسانية وتوصد أبواب القلوب، وتعلل أسباب ذلك أن الحياة العصرية ومتطلباتها الكثيرة تقضي على أوقات الفراغ وإن وجدت فيستعيض عن اجتماع العائلة بالانغماس بين أيقونات الشات وصفحات المواقع الالكترونية على الانترنت أو حتى بين شاشات الفضائية التي تحكي حكايات أكثر إثارة من حكايات الجدة .
حنين
أما الحاجة فاطمة فتحن إلى جمع شمل عائلتها التي باتت تفتقدها إلا قليلا جدا وبإصرار منها في مناسبات محددة لا تشعر بطعمها إلا بلمة الأبناء والبنات والأحفاد، تقارن الحاجة فاطمة بين زمن والدها ، تقول: «في زمن والدي كنا نجتمع كل يوم في حلقات سمر وكل أسبوع نجتمع على مائدة طعام كانت الحياة بسيطة مفعمة بالود والحب، أما الآن فنرجو من أبنائنا الاجتماع، البعض منشغل بالعمل وجمع المال، والبعض الآخر رأى في التكنولوجيا الحديثة التلفزيون والانترنت مبتغاة فانعزل عن الأهل ولمة العائلة في جزيرة بعيدا عنهم، وفريق ثالث لا يطيق الضجة واجتماع أعداد كبيرة من الأطفال في وقت واحد يلعبون ويضحكون ويثيرون الشغب أحيانا.
الآباء عماد التواصل
اجتماع أو لمة العائة لاتحلو إلا باجتماع الآباء مع الأبناء والأمهات على مائدة الطعام وفي مختلف أرجاء المنزل وفي كل تفاصيل حياتهم في زيارة الأقارب والأصدقاء أيضا ومع هذا الترابط يسود الاحترام والتعاون والترابط وتحقق تلك العلاقة بين الآباء والأبناء التوازن النفسي لكليهما، وتشير الفتاة إلى أن الأسرة المتحابة يقوم فيها كل فرد بدوره ويكملوا بعضهم البعض ويوأدوا وظائفهم في إطار من الرحمة والحنان والعطف والبر ببعضهم البعض والإحسان والتعاون أيضا الأمر الذي يجعلهم أكثر التصاقا ولا تفرق بينهم مشاكل ولا تباعدهم هموم عن الشعور ببعضهم فتكون الهموم واحدة والآلام أيضا واحدة يستعينوا عليها بالمحبة والمودة، وتتابع أن تفاصيل الود والترابط بين أفراد الأسرة الواحدة تنتقل إلى العائلة إذا ما تم تبادل الزيارات في إطار صلة الرحم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.