تم تعيين الفرنسية كريستين لاغارد الثلاثاء مديرة عامة لصندوق النقد الدولي خلفا لدومنيك ستروس كان, لتصبح بذلك اول امراة تتولى ادارة هذا الصندوق. واعلن صندوق النقد الذي يواجه ازمة اقتصادية عميقة في اليونان, في بيان ان مجلس ادارته اختار لاغارد (55 عاما) دون تحديد ما اذا كان القرار اتخذ بالاجماع. واصبح تعيين وزيرة الاقتصاد الفرنسية في المنصب محسوما بعد الدعم الذي حصلت عليه الثلاثاء من الولاياتالمتحدة التي تملك اكبر حقوق التصويت في المؤسسة. واعربت لاغارد عبر موقع تويتر عن شعورها ب"الفرح" واعتزازها ب"شرف" توليها هذا المنصب. ولم يكن ينافس لاغارد الا مرشح واحد هو حاكم البنك المركزي المكسيكي اوغستين كرستانس (53 عاما). وكان المرشحان قاما بحملتيهما من خلال رحلات شملت العديد من مناطق العالم قبل مواجهة اعضاء مجلس ادارة صندوق النقد ال 24. واوضح صندوق النقد ان مجلس ادارته توصل الى قراره "بالتوافق" دون مزيد من التفاصيل. وكان الفرنسي ستروس-كان استقال من ادارة الصندوق منتصف ايار/مايو بعد توقيفه في نيويورك بتهمة الاعتداء الجنسي. وقالت كريستين لاغارد انه يشرفها ويسعدها اختيارها لهذا المنصب, مؤكدة السير على خطى سلفها, في حين تتوالى ردود الفعل المرحبة باختيارها خصوصا في اوروبا. وقالت لاغارد (55 عاما) اول امراة تتولى هذا المنصب, في رسالة وجهتها عبر موقع تويتر "ايها الاصدقاء انه لمصدر فرح وشرف لي ان اعلن لكم ان مجلس ادارة صندوق النقد الدولي قرر تعييني مديرة عامة". واكدت في بيان ان "هدفي الاول على راس مؤسستنا سيكون العمل على ان تستمر في هذا الاتجاه مع التصميم ذاته والالتزام ذاته". ولم يكن اختيار لاغارد موضع شك خصوصا بعد الدعم الذي تلقته الثلاثاء من الولاياتالمتحدة التي تملك اكبر حقوق تصويت في هذه المؤسسة الدولية. وكانت لاغارد في منافسة على ولاية من خمس سنوات تبدا في الخامس من تموز/يوليو, مع حاكم البنك المركزي المكسيكي اوغستين كرستانس. وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية لوكالة فرانس برس ان اختيار لاغارد "هو انتصار لفرنسا", مضيفا ان "الرئاسة الفرنسية تعبر عن سعادتها بان تتولى سيدة هذه المهمة الدولية المهمة", مضيفا ان الرئيس نيكولا ساركوزي اتصل بلاغارد هاتفيا لتهنئتها. وفي لندن, قال وزير المالية جورج اوزبورن ان تعيين لاغارد في هذا المنصب "خبر جيد للاقتصاد العالمي ولبريطانيا, انها الشخص الانسب لهذا المنصب". واعتبر وزير المال الالماني فولغانغ شويبل مساء الثلاثاء ان تعيين لاغارد "خيار ممتاز". من جانبه قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان ان تعيين لاغارد "اختيار ممتاز انحاز للتجربة والخبرة والكفاءة العالية". وكان بدا ان وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد واثقة بالفوز, الا في حال حصول مفاجاة, برئاسة صندوق النقد الدولي الذي يجتمع مجلس ادارته الثلاثاء للنظر في طلبي ترشيح المتنافسين. وجاء الدعم الاميركي الثلاثاء للمرشحة الفرنسية كريستين لاغارد ليحسم تقريبا الامر. وقال وزير الخزانة الاميركي تيموتي غايتنر في بيان ان "الموهبة الاستثنائية والخبرة الواسعة اللتين تتمتع بهما لاغارد ستؤمنان ادارة لا مثيل لها لهذه المؤسسة, وضرورية في لحظة دقيقة للاقتصاد العالمي". ولم يسرب صندوق النقد الدولي الذي وعد بأن يتخذ قرارا "بطريقة منفتحة", كثيرا من المعلومات. وردا على سؤال عن موعد اجتماع الثلاثاء, ذكرت متحدثة باسم صندوق النقد ان من المقرر ان يبدأ في الساعة العاشرة (00,14 ت غ). لكن وزير الخزانة الاميركي تيموتي غايتنر كان اعلن الاثنين ان تحديد الفائز يمكن ان يتم معربا عن الامل في ان "يحسم الامر بسرعة". وقد حصلت لاغارد الاثنين على دعم هام من خلال فوزها بتأييد الصين. ثم الثلاثاء من خلال دعم روسيا. وبذلك يرتفع الى 12 عدد الاعضاء الذين يؤيدونها, وهم المندوبون السبعة للاتحاد الاوروبي والعضو المصري والعضو التوغولي. لكن اليابان التي يملك مندوبها اكبر نسبة من حقوق التصويت بعد الولاياتالمتحدة, قررت التزام الصمت حتى النهاية. وللمرة الاولى, قام مرشحان بحملة في كل انحاء العالم. وحصل كلاهما على اشادة بمؤهلاتهما. لكن مصدرا قريبا من صندوق النقد الدولي طلب عدم كشف هويته, اكد ان "الميزة الكبرى لكريستين لاغارد" بالنسبة الى كارستنز "هي انها تمثل استمرارية في التعاون بين صندوق النقد ومنطقة اليورو". وقد خيب مسار هذا التعاقب كثيرا الذين كانوا يأملون في حصول تغيير. ودعت ثلاثون منظمة غير حكومية الجمعة صندوق النقد الى اعادة نظر شاملة في نظامه. واعتبرت ان "التعيين الوشيك لكريستين لاغارد مديرة عامة لصندوق النقد الدولي, كشف نفاق عملية انتخاب لم تكن ابدا لا صحيحة فعلا ولا منفتحة وليست قائمة على الجدارة".وتم الاعداد لترشيح لاغارد منذ البداية, فيما كان يبدو من المؤكد ان ستروس-كان سيتخلى عن منصبه للقيام بحملة رئاسية في فرنسا, قبل توقيفه في 14 ايار/مايو في نيويورك بتهمة ارتكاب جرائم جنسية ما دفعه الى الاستقالة من منصبه بعد اربعة ايام.