سلطت صحيفة " ذا فايننشل تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأربعاء , الضوء على " السنوات السوداء" للحرب الأهلية التي مزقت الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي , مشيرة إلى أن ظلال تلك الحرب مازالت تخيم على شوارع الجزائر. وكتبت الصحيفة " بالنسبة لعدد كبير من الجزائريين, فإن ذكريات تلك الحقبة التي قتل خلالها عشرات الآلاف من الأشخاص (..) , ترهن ردود أفعالهم تجاه الحركات الديمقراطية في المنطقة" , مضيفة " أن خوفا عميقا يمتلك الجزائريين الذين يتملكهمخوف من عودة أجواء العنف". وتعززت هذه التخوفات - حسب الصحيفة - بسبب النزاع الذي يمزق حاليا ليبيا البلد المجاور , حيث يرفض العقيد معمر القذافي الرضوخ لمطالب الثوار, والاستجابة للدعوات المطالبة برحيله. وأضافت أن الجزائريين يتذكرون مقتل مئات الأشخاص من قبل الجيش عقب المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي جرت بالبلاد عام 1988. ولاحظت الصحيفة, التي ذكرت بالانفتاح السياسي الذي أعقب تلك المظاهرات, أن المسلسل انحرف عن طريقه في يناير 1992, عندما تدخل الجيش بالدبابات لوقف الانتخابات التشريعية خلال تلك السنة. وتواجه الجزائر حاليا - حسب الصحيفة - مشاكل اجتماعية تشبه تلك التي وقعت في الثمانينيات , مشيرة على الخصوص إلى " بطالة الشباب, والعجز الذي تواجهه الدولة في مجال السكن, وكذا التصدي للفساد".وحذرت الصحيفة من وجود " خطر حدوث انفجار الغضب على المستوى الوطني" , موضحة أن الضغط يتزايد في هذا البلاد منذ يناير الماضي, عندما خلفت مظاهرات ضد غلاء المعيشة خمسة قتلى.