أكد ثلاثة من أصحاب الترتيب العالمي المتقدم هم السويسري روجيه فيدرير والصربي نوفاك ديوكوفيتش والتشيكي توماس بيرديتش جدارتهم بالتأهل إلى دور الثمانية لبطولة أستراليا المفتوحة للتنس، وأطاحوا بثلاثة من أصل خمسة لاعبين إسبان كانوا قد تأهلوا إلى دور الستة عشر لأولى بطولات "الجراند سلام" الأربع الكبرى، في يوم شهد العديد من الأرقام القياسية. وودع الإسبان تومي روبريدو ونيكولاس ألماجرو وفرناندو بيرداسكو البطولة على يد المرشحين الثلاثة، لتتبقى آمال البلد الأوروبي في رافائيل نادال المصنف الأول عالميا وديفيد فيرير اللذين يلتقيان غدا الاثنين كلا من الكرواتي مارين سيليتش والكندي ميلوس راونيتش على الترتيب في ختام دور الستة عشر. وضم فيدرير المصنف الثاني عالميا رقما قياسيا جديدا إلى مسيرته المظفرة، بعد أن ضمن بفوزه على روبريدو التأهل للمرة رقم 57 على التوالي لدور الثمانية في إحدى البطولات الكبرى ليعادل رقم الأمريكي المعتزل جيمي كونورز. وفرط فيدرير في مجموعة أمام اللاعب الإسباني قبل أن يفوز 6-3 و3-6 و6-3 و6-2 ، ليواصل رحلة الدفاع عن اللقب الذي حققه العام الماضي. وسيسعى البطل السويسري إلى الحفاظ على آماله في الفوز بخامس ألقابه في ملبورن والسابع عشر له على مستوى الجراند سلام عندما يلتقي مواطنه ستانيسلاس فافرينكا في ربع النهائي. وفاز فافرينكا على المرشح الثامن للقب آندي روديك 6-3 و6-4 و6-4 ، بعد لقاء استغرق ساعتين و21 دقيقة لإنهاء آمال الأمريكي، الذي لن يلعب في ربع نهائي ملبورن للمرة الأولى في آخر أربع سنوات. وأظهر فافرينكا، الذي كان قد تأهل للمرة الأولى إلى دور الستة عشر في أستراليا، أنه حفظ طريقة لعب روديك، آخر ممثلي الولاياتالمتحدة في البطولة، حيث فاز عليه في آخر ثلاث مباريات على التوالي. وبعد أن بلغ الدور قبل النهائي في أستراليا أربع مرات من قبل، سيكون على روديك أن يتابع عبر التلفاز أول مواجهة سويسرية خالصة في دور الثمانية لإحدى البطولات الكبرى. وستجمع مباراة أخرى ديوكوفيتش مع بيرديتش في واحد من أقوى لقاءات دور الثمانية، بعد أن تخطى الاثنان موقعتي دور الستة عشر بسهولة كبيرة أمام لاعبي إسبانيا. فألماجرو لم يسبب أي إزعاج للصربي المصنف الثالث قبل أن يخسر 6-3 و6-4 و6-0. ولم يحتاج ديوكوفيتش لأكثر من ساعة و44 دقيقة لهزيمة اللاعب الإسباني، الذي لم يتمكن في أي وقت من مقاومة إرسال منافسه الذي كان عامل الحسم الرئيسي في نتيجة اللقاء. ولم يتمكن ألماجرو من قبل في تجاوز دور الستة عشر في أستراليا. أما بيرديتش ففاز على بيرداسكو 6-4 و6-2 و6-3. وتمكن الإسباني المصنف التاسع من كسر إرسال منافسه في أول أشواط المباراة للمرة الأولى والأخيرة، قبل أن يثبت اللاعب التشيكي تطلعه إلى تقديم نفس الأداء الذي مكنه من بلوغ المباراة النهائية لبطولة ويمبلدون العام الماضي. ويعاني بيرداسكو من إصابة في الكاحل الأيسر، وقد يخضع لجراحة في الأيام المقبلة. أما في منافسات السيدات، فكانت الأمور أكثر إثارة، حيث ودعت الروسية ماريا شارابوفا البطولة وواصلت الدنماركية المصنفة الأولى عالميا كارولين فوزنياكي رحلتها، فيما شهد اليوم معركة ملحمية رائعة، تحولت إلى أطول مباراة في تاريخ منافسات فردي السيدات في أستراليا بين الإيطالية فرانشيسكا سكيافوني والروسية سفتلانا كوزنيتسوفا. وفازت الإيطالية حاملة لقب رولان جاروس على منافستها 6-4 و1-6 و16-14 ، في أربع ساعات و44 دقيقة أي أكثر من الزمن الذي استغرقته العام الماضي مباراة التشيكية باربارا زاهلافوفا والروسية ريجينا كوليكوفا، وانتهت بفوز الأولى 7-6 و6-7 و6-3 بعد أربع ساعات و19 دقيقة. أما من حيث الأشواط، تأخرت مباراة اليوم بفارق شوط واحد عن مباراة الرقم القياسي التي فازت فيها الأمريكية تشاندا روبين على الإسبانية أرانشا سانشيز فيكاريو في نسخة عام 1996 6-4 و2-6 و16-14. وأنقذت سكيافوني ست نقاط للمباراة لتتمكن من التأهل إلى دور الثمانية في أستراليا للمرة الأولى في تاريخها، حيث تواجه فوزنياكي التي تغلبت على اللاتفية أناستازيا سيفاستوفا 6-3 و6-4. وألقت الحسناء الدنماركية بكل ما لديها من خبرة في مباراة اليوم أمام منافسة تأهلت للمرة الأولى إلى دور الستة عشر لإحدى البطولات الأربع الكبرى "جراند سلام"، أملا في إثبات جدارتها باحتلال صدارة التصنيف عبر الفوز بأول لقب كبير. على الجانب الآخر، يعود آخر تأهل للاعبة لاتفية إلى دور الستة عشر في ملبورن إلى عام 1992 ، عندما بلغته لاريسا ساوتشينكو، وكادت سيفاستوفا اليوم تذهب لما هو أبعد بعد أن تقدمت في المجموعة الأولى 3-1 مع كسرها لإرسال الدنماركية التي انتفضت لاحقا وحصلت على ستة أشواط متتالية مهدت الطريق لها نحو الفوز. وتحدد طرفا مباراة أخرى في دور الثمانية وهما الصينية نا لي المصنفة التاسعة التي بلغت نصف النهائي العام الماضي، التي هزمت المصنفة الثامنة البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا اليوم الأحد 6-3 و6-3. وستكون منافستها هي أندريا بيتكوفيتش التي تأهلت للمرة الأولى في مشوارها لدور الثمانية لإحدى بطولات الجراند سلام، عندما تغلبت على شارابوفا 6-2 و6-3. ولم تتمكن شارابوفا (22 عاما)، الفائزة من قبل ب22 لقبا في الملاعب البيضاء بينها ثلاثة ألقاب كبرى في ويمبلدون (2004) وأمريكا المفتوحة (2006) وأستراليا نفسها (2008)، من البقاء لأكثر من أسبوع واحد في ملبورن. ولم تتأهل الروسية إلى دور الثمانية في أي من بطولات الجراند سلام منذ نسخة رولان جاروس عام 2009 ، التي كانت الأولى لها بعد تعرضها لإصابة طويلة في الكتف نهاية عام 2008