يفتقد دوري الليجا الإسباني هذا الموسم ثلاثة من أكبر نجومه اللذين اضطروا للرحيل إلى دوريات أخرى بعد ان تضائلت فرصهم في المشاركة الاساسية مع فرقهم، حيث رحل راؤول إلى ألمانيا وجوتي الى تركيا وماركيز إلى الولاياتالمتحدة. وبرر راؤول جونزاليس رحيله عن ريال مدريد وانتقاله الى شالكه الألماني برغبته في مواصلة لعب كرة القدم، والتعرف على ثقافات جديدة، وتمنى أن تتهيأ له فرصة العودة الى الديار من جديد. فيما سبق خوسيه ماريا جوتي رفيق الدرب راؤول في الرحيل عن النادي الملكي الإسباني وانتقل إلى بشيكتاش التركي بعد أن بات أحد علامات ريال مدريد في السنوات ال15 الماضية. أما المكسيكي رافائيل ماركيز ، الذي انتقل إلى برشلونة عام 2003 قادما من موناكو الفرنسي، ففضل الانتقال إلى الولاياتالمتحدة بعد أن خلف وراءه سجلا عامرا بالبطولات في أوروبا، حيث فاز بدوري الأبطال وأربع بطولات لدوري الليجا وكأس ملك إسبانيا وثلاث بطولات للسوبر المحلي وبطولة للسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية. هذا وقد تتسع قائمة الراحلين عن الدوري الإسباني لكل من الأرجنتيني إيباجازا والإسباني وميستا وغيرهما. علاقة بالموضوع فإن الاتحاد الدولي قد يضع للتأريخ وإحصاءات كرة القدم بطولة الدوري الإسباني (الليجا) على قمة مسابقات الدوري في العالم للمرة الثانية على التوالي في القائمة التي يعدها سنويا والتي تصدرتها الليجا في الموسم الماضي، إلا أن هذه البطولة فقدت هذا الموسم نخبة من نجومها المخضرمين الذين اضطروا للرحيل إلى دوريات أخرى أملا في فتح صفحة جديدة مع البطولات بعد أن انعدمت فرصتهم في اللعب بصفة أساسية.فبينما يحتفظ الدوري الإنجليزي بعناصر قديمة من طراز بول سكولز وريان جيجز، ويتألق أليساندرو ديل بييرو وفرانشسكو توتي في ملاعب إيطاليا إلى اليوم، باتت الليجا، بعد أسبوعين من عمرها، دون لاعبين ينتمون إلى ما يمكن تسميته بجيل الأساتذة حيث صارت المسابقة تفضل الواقع على التاريخ والشباب على النضج. راؤول جونزاليس :. ويبرز من بين الطيور المهاجرة التي تغيب عن الليجا هذا الموسم المهاجم المخضرم راؤول جونزاليس (33 عاما)، فبعد أن قضى 16 موسما بين جنبات نادي ريال مدريد قرر الانتقال إلى صفوف شالكه الألماني بعد مسيرة حافلة بالانجازات مع النادي الملكي حيث سجل 228 هدفا، وخاض 550 مباراة، كما لعب 102 مباراة دولية مع منتخب الماتادور. وبرر راؤول، القائد التاريخي للريال، قرار رحيله برغبته في مواصلة لعب كرة القدم بعد أن تضاءلت فرصه في اللعب الاساسي في ظل وجود المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، بجانب رغبته في التعرف على ثقافات جديدة، متمنيا أن تتهيأ له فرصة العودة الى الديار مرة أخرى. ويزخر تاريخ راؤول بالفوز بستة القاب لدوري الليجا وثلاث بطولات لدوري الأبطال الأوروبي وبطولتي انتركونتينينتال وكأس السوبر الأوروبي وثلاثة كؤوس للسوبر المحلي، بجانب الفوز بلقب هداف الدوري مرتين منذ أن شارك للمرة الأولى بقميص الريال في ال29 من أكتوبر/تشرين أول عام 1994 في مباراة ضد ساراجوسا عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما. وصرح راؤول خلال مراسم توديعه للنادي الملكي : "اتخذت قرار الرحيل بدافع عشقي لكرة القدم، وهذه اللحظة كانت ستأتي آجلا أم عاجلا، وأتمنى أن يساندني التوفيق خلال هذا التحدي المقبل". ويملك راؤول دافعا أكبر للانتقال لشالكه، حيث سيشارك معه في دوري الأبطال الأوروبي في نسخته الجديدة، بعد ان أصبح النجم المخضرم على بعد هدفين فقط لكسر الرقم القياسي للاسطورة الألماني جيرد مولر صاحب أكبر رصيد من الأهداف في البطولة الأوروبية. خوسيه ماريا جوتي :. وجاء رحيل راؤول بعد أيام فقط من انتقال رفيق الدرب خوسيه ماريا جوتي ( 34 عاما) إلى بشيكتاش التركي، وهو الذي وصفه راؤول ب"اللاعب الرائع والصديق الوفي ومثلا يحتذى به"، مشيرا إلى انه "كان قادرا على اسعاد جماهير سانتياجو برنابيو بفضل مهاراته الكروية". ويذكر راؤول انه انضم إلى ريال مدريد قبل جوتي بعام "ولكننا عاصرنا سويا الكثير من اللحظات الهامة في تاريخ النادي". وطوى جوتي صفحته الخالدة مع ريال مدريد التي امتدت 24 عاما، بالانتقال الى الملاعب التركية حيث ودع جماهير النادي قائلا : "لقد انضممت الى النادي في سن التاسعة وارحل عنه في ال33 وأقدّر الكثير الذي تعلمته في الريال". وقوبل جوتي بحفاوة ضخمة في تركيا حيث احتشد 25 الف من مشجعي بشيكتاش في استقباله ولقبوه ب"الاعصار الأشقر". وترك لاعب الوسط المخضرم، الذي صنف ضمن أوسم اللاعبين الذين انجبتهم ملاعب إسبانيا، الريال بعد مشوار ناجح امتد طوال 387 مباراة حصد خلالها خمس بطولات لليجا وثلاث بطولات لدوري الأبطال واربع بطولات للسوبر المحلي وبطولتي انتركونتينينتال وبطولة السوبر الأوروبي. وخلال مسيرته انقسم رأي جماهير الريال حول جوتي ما بين مؤيد ومعارض الا أن هذا لم يمنع اللاعب من مواصلة مشواره حبا في النادي الذي تربى فيه حيث صرح عقب رحيله "لقد رفضت العديد من عروض الاحتراف في كبرى اندية العالم حبا في الريال ورغبة مني في الفوز بمزيد من البطولات تحت رايته". رافائيل ماركيز :. وعن برشلونة، قطب الكرة الإسبانية الآخر، رحل المدافع المكسيكي المخضرم رافائيل ماركيز ( 31 عاما) بعد أن انتقل إليه عام 2003 قادما من موناكو الفرنسي، فقد فضل اللعب مع فريق ريد بولز الأمريكي مخلفا سجلا عامرا بالبطولات في أوروبا حيث فاز ببطولتي دوري الابطال وأربع بطولات لدوري الليجا وكأس ملك إسبانيا وثلاث بطولات للسوبر المحلي وبطولة للسوبر الأوروبي ومونديال كأس العالم للأندية. وانضم ماركيز إلى زميله السابق في البرسا الهداف الفرنسي تييري هنري الذي ترك هو الآخر الفريق الكتالوني بعد رحلة قصيرة استغرقت ثلاثة اعوام لعب فيها 121 مباراة وسجل 49 هدفا وحصل خلالها على بطولتين للدوري وبطولة للسوبر المحلي وكأس الملك ودوري الأبطال الأوروبي والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية. وأكد ماركيز خلال تقديمه في نادي رد بولز أن رحيله عن برشلونة جاء بمحض ارادته بعد أن فاز معه بجميع البطولات والالقاب التي يمكن احرازها ليقرر خوض تجربة جديدة في فريق طموح مثل نيويورك رد بولز الذي يعتقد أنه "سيكون أفضل فرق الدوري الأمريكي". وعلى الصعيد الدولي، شارك ماركيز بقميص منتخب بلاده في 94 مباراة توج خلالها بكأس القارات عام 1999 والكأس الذهبي عام 2003.آخرون :. لم يكن رحيل راؤول وجوتي وماركيز حدثا فريدا في الليجا، فقد تبعهم الأرجنتيني المخضرم أرييل ايباجازا بعد ان قضى 10 اعوام في الملاعب الإسبانية، آخرها مع فريق فياريال لينتقل منه إلى أوليمبياكوس اليوناني ، كما انتقل الإسباني فران يستي إلى الوصل الاماراتي بعد 12 عاما لعبها مع أثلتيك بلباو. وانتقل الإسباني ميجل ميستا إلى تورونتو الكندي بعد مسيرة استمرت 11 عاما مع فرق تنيريفي وفالنسيا وأتلتيكو مدريد وأخيرا ديبورتيفو لاكورونيا. كما تشمل قائمة الطيور المهاجرة الإسبانيين بابلو ايبانيز، الذي انتقل إلى ويست بروميتش الانجليزي قادما من أتلتيكو مدريد ، وفاريلا الذي ترك مايوركا لينتقل الى قاسم باشا التركي، ولاعب غينيا الاستوائية بوديبو الذي رحل عن ديبورتيفو إلى فاسلوي الروماني، كما فقد فالنسيا نجميه الإسباني ديفيد سيلفا والصربي نيكولا زيجيتش اللذين انتقلا إلى الدوري الانجليزي ليدافعا عن قميصي مانشستر سيتي وبرمنجهام على الترتيب. وكعبارة تنطبق على كل الحالات السابقة، لخص جوتي مسيرة لاعب الكرة في جملة صرح بها خلال مراسم وداعه في البرنابيو حينما قال "يمر لاعب الكرة بفترات تألق يصبح خلالها معشوق الجماهير، الا انه يمر بفترة أخرى تنطفئ فيها نجوميته وتغلق امامه ابواب التألق، وحينها يلجأ الى الرحيل مضطرا". ايفي