عاد حزب الحركة الشعبية إلى العزف من جديد على وتر الأمازيغية في المغرب بعد أن طالب أمينه العا،امحند العنصر،ووزير الدولة أول أمس في الصخيرات بضرورة دسترة الأمازيغية شأنه شأن المحجوبي احرضان (الرئيس) الذي تناول الكلمة باللغة بالفرنسية ليشرح تطور القضية الامازيغية في المغرب من الناحية التاريخية. ودعا العنصر الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة للجامعة الشعبية التي تنظمها الحركة الشعبية على مدى يومين آخرها أمس بالصخيرات إلى تعميق الضمانات القانونية والدستورية الكفيلة بالنهوض بالأمازيغية , وإيلاء هذه القضية الأهمية التي تستحقها وذك عبر بلورة مقترحات سياسية في هذا الاتجاه. ولم يفوت الأمين العام للحركة الشعبية الفرصة دون أن يؤكد بأن "الأمازيغية في المغرب" ورش ملكي بالدرجة الأولى ؛وهو ما يتجسد في خطاب أجدير التاريخي الذي اعتبر النهوض بالأمازيغية مسؤولية وطنية تندرج في إطار إنجاز المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي, القائم على تأكيد الشخصية الوطنية ورموزها اللغوية والثقافية والحضارية. وقد تميز اللقاء الذي دعت إليه الحركة بحضور لافت للمجتمع المدني الجزائري وبعض الأحزاب السياسية التي تأتي لتأخذ العبرة من المغرب في طريقة التعامل مع الهوية الأمازيغية كما هو الحال بالنسبة لسعيد السعدي،رئيس حزب التجمع،من أجل الثقافة والديمقراطية بالجزائر،وبعض الجمعيات المدنية،والحضور غير الرسمي. وقد كان مثيرا للانتباه في أشغال الجامعة الشعبية للحركة التزام المحجوبي احرضان،رئيس الحركة الشعبية،بكلمة مكتوبة دون ارتجال وهي إحدى المرات القليلة التي يفعل فيها ذلك. من جهته دعا محمد أوزين،كاتب الدولة في الخارجية ومنسق الجامعة الشعبية، إلى فتح حوار وطني حول الأمازيغية من أجل تأسيس، ما عبر عنه ب "ميثاق وطني" يضمن الحماية الدستورية والحقوقية لكافة الحقوق الثقافية. قائلا : "إن خطاب أجدير شكل معلمة مضيئة على مسار التأسيس الديمقراطي المتميز لثقافة العهد الجديد، تلك التي أعادت الاعتبار والتقدير لكل الروافد المكونة للتجليات الثقافية والحضارية للهوية المغربية" مشيرا إلى أن النهوض بالأمازيغية عمل يستشرف المستقبل. يذكر أن الدورة الرابعة للجامعة الشعبية المنظمة تحت شعار "الرهان الجديد للأمازيغية : أية مكاسب ? لأي مستقبل ?" , من خلال أربعة أوراش هي "الاعلام والتواصل" و"الورش القانوني والحقوقي" و"التنمية والمجالات السوسيو-ثقافية والجهوية" و"التربية والتعليم والبحث العلمي" , عدة قضايا تهم الإنجازات التي تحققت في مجال الأمازيغية , وأثرها على المجتمع المغربي وعلى الوعي العام , ودورها في تعميق الانتماء إلى الوطنية المغربية المتعددة المكونات, وإنجاح أوراش التنمية المستدامة. كما يبحث المشاركون في هذه الجامعة التي ينتظر إسدال الستار عنها أمس العوائق التي ظهرت خلال عملية مأسسة الأمازيغية, وأبعادها القانونية والإدارية والإجرائية والحقوقية, وكذا البحث عن الخطط الكفيلة بتجاوزها من أجل إدراج فعلي للأمازيغية في المؤسسات على كافة المستويات, ووضعية هذه الثقافة في ظل جهوية موسعة ومتقدمة, وكيفية تمكين المتمدرس المغربي من الكفايات اللغوية في الأمازيغية, والمرتكزات الأساسية لتعليم الأمازيغية وتقويتها لتدارك الخلل الذي يكتنف عملية إدراج الأمازيغية في التعليم العمومي منذ 2003.