لطالما اعتبرت موقعة "كلاسيكو" الدوري الاسباني المواجهة الأهم أوروبيا على صعيد الأندية وحتى عالميا نظرا إلى العداوة التاريخية بين الناديين ونظرا إلى مستوى النجوم التي يضمها كل منهما، وبالتالي لن تكون مواجهة الأحد على ملعب النادي الكاتالوني مختلفة عن سابقاتها من حيث الأهمية، خصوصا لريال مدريد الذي سيسعى جاهدا لتكرار سيناريو زيارته الأخيرة في الدوري إلى "كامب نو" حين خرج فائزا (2-1) في المرحلة الخامسة والثلاثين من الموسم الماضي ما مهد الطريق أمامه لكي يتوج باللقب للمرة الأولى في أربعة مواسم. وسيكون فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو بأمس الحاجة للفوز في معقل الغريم الأزلي لكي يجنب نفسه ان يصبح خارج دائرة المنافسة على اللقب باكرا، خصوصا انه يتخلف حاليا بفارق 8 نقاط عن رجال تيتو فيلانوفا الذين حققوا بداية صاروخية رغم رحيل مدرب الانجازات بيب غوارديولا، إذ خرجوا فائزين من المباريات الست التي خاضوها في الدوري إضافة إلى مباراتيهما حتى الآن في دور المجموعات من مسابقات دوري أبطال أوروبا أمام سبارتاك موسكو الروسي (3-2) وبنفيكا البرتغالي (2-صفر خارج قواعده الثلاثاء الماضي). من جهته، حقق ريال بداية متواضعة للموسم إذ اكتفى بأربع نقاط في مبارياته الأربع الأولى (مني بهزيمتين)، لكنه استفاق بعدها بفوزه على رايو فايكانو (صفر-2) ثم بسحقه ضيفه ديبورتيفو لا كورونيا (5-1) الأحد الماضي بفضل ثلاثية لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي وجد طريقه إلى الشباك ثلاث مرات ايضا امس الاول الاربعاء حين تغلب فريقه على مضيفه اياكس امستردام الهولندي (4-1) في دوري ابطال اوروبا. ويبدو ان ريال مدريد استعاد مستوى الموسم الماضي وهو يأمل ان تكون عقدته امام النادي الكاتالوني اصبحت من الماضي خصوصا انه تفوق على الاخير في بداية الموسم الحالي حين جرده من لقب كأس السوبر المحلية بالفوز عليه 2-1 ايابا مستفيدا من النقص العديد في صفوف غريمه منذ الدقيقة 28 بعد طرد البرازيلي ادريانو، وذلك بعد ان حسم رجال فيلانوفا الذهاب على ارضهم 3-2 ما سمح للنادي الملكي في رفع الكأس بسبب الهدفين اللذين سجلهما خارج قواعده. وتحدث الكثيرون ان برشلونة سيعيش فترة انحدار بعد قرار غوارديولا الرحيل في نهاية الموسم الماضي، لكن يبدو ان الفريق على ما يرام مع فيلانوفا وهو قادر على استعادة اللقب المحلي ولقب دوري ابطال اوروبا وعلى التأكيد ان غوارديولا الذي توج معه ب14 لقبا من اصل 19 ممكنا منذ ان استلم الاشراف عليه عام 2008، قد بنى الاسس الصحيحة وفيلانوفا الذي كان مساعده، سيواصل المهمة والعمل على المسار ذاته. واعتبر الكثيرون ان مسألة الثبات ستلعب دورا في ترجيح كفة ريال لان مورينيو سيواصل مشواره معه في حين ان برشلونة سيشهد تغييرا على مقاعد الاحتياط بترقية فيلانوفا الى منصب المدرب، لكن الاخير اكد حتى الان انه يشكل امتدادا لسلفه، خصوصا انه كان طرفا في الالقاب ال14 التي احرزها "بيب" مع "بلاوغرانا"، كما ان مشواره التدريبي اخذ نفس منحى مشوار غوارديولا كونه كان مساعد المدرب في الفريق الرديف ثم مساعد المدرب في الفريق الاول. وتتجه الانظار كالعادة الى المواجهة المرتقبة بين الارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو اللذين يتشاركان المركز الثاني في ترتيب الهدافين برصيد 6 اهداف وبفارق هدف عن مهاجم اتلتيكو مدريد الكولومبي راداميل فالكاو الذي سيكون وفريقه الى جانب الجار اللدود ريال مدريد للمرة الاولى ربما، لان فوز النادي الملكي سيسمح لفريق المدرب الارجنتيني دييغو سيميوني بالانقضاض على الصدارة كونه يتخلف بفارق نقطتين عن برشلونة. وسيكون الهم الاساسي لبرشلونة في هذه المواجهة خط دفاعه الذي تعرض لضربة جديدة الثلاثاء بعد ان تعرض قائده كارليس بويول لخلع في كوعه الايسر امام بنفيكا سيبعده عن الملاعب لمدة ثمانية اسابيع. واصيب بويول الذي كان يخوض مباراته الاولى مع الفريق بعد تعافيه من اصابة في ركبته ابعدته عن الملاعب منذ منتصف الشهر الماضي، في الدقيقة 76 من اللقاء وبدا الالم واضحا جدا عليه ما اضطر الطاقم الطبي الى تخديره.ونقل بويول الى احد مستشفيات لشبونة حيث خضع للفحوصات التي اثبتت اصابته بخلع في كتفه وسيغيب عن الملاعب على مدى شهرين، لينضم الى زميله في قلب الدفاع جيرار بيكيه، ما يعني ان فيلانوفا سيضطر مجددا الى اشراك لاعبي الوسط الارجنتيني خافيير ماسكيرانو والكاميروني الكسندر سونغ في قلب الدفاع.