باعت الجزائر الوهم للحكومة المغربية وأصرت على التعامل بوجهين متناقضين مع المغرب، حيث لم تمر سوى أسابيع على زيارة وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إلى الجزائر ولقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حتى عاد النظام الجزائري إلى سكته التقليدية المعروفة في تعامله مع قضايا خلافاته الكبرى مع المغرب على مستوى ثلاثة محاور أساسية، تشمل ملف الصحراء وملف الحدود والاستمرار في سياسة التسلح . فمن جهة، أصرت الجزائر على الحفاظ على موقفها المساند للبوليساريو في المفاوضات التي ستجرى حول ملف الصحراء في الأيام القليلة القادمة، وفي هذا الإطار، قال ما يسمى بسفير البوليساريو في الجزائر، إبراهيم غالي، إنه تلقى تطمينات من النظام الجزائري بأن لا يكون للتقارب بين الجزائر والمغرب، على خلفية زيارة وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني إلى الجزائر، أي تأثير على موقف الجزائر حيال القضية الذي قال عنه بأنه مبدئي ولن يتغير، وستنطلق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة حول الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو في فبراير الجاري بمنتجع غرينتري القريب من نيويورك. وعقدت آخر جولات المفاوضات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو التي ترعاها الأممالمتحدة بحضور الجزائر وموريتانيا في يوليو الماضي بمنهاست إحدى ضواحي نيويورك. ولم تنتظر الجزائر أكثر من أسبوع واحد على زيارة العثماني، حتى أبرمت صفقة عسكرية مع الجارة إسبانيا تحمل ملامح تهديد للمغرب، حيث حصلت شركة "تفاتيا" الإسبانية في منطقة جاليسيا على صفقة لتطوير سفينتين حربيتين جزائريتين، وأشارت الصحيفة، إلى أنه سيستغرق العمل في تطوير السفينتين، عامين بمشاركة حوالي 1500 عامل وخبير، ولكن على الرغم من ذلك لم يتم الكشف عن نوعية العمل، ولكن الرأي السائد هو تطوير الأنظمة الإلكترونية وتوفير مهبط للطائرات المروحية ونظام أسلحة متطور. وفي موضع فتح الحدود كشف وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية، على أن مسألة فتح الحدود، المغلقة من جانب الجزائر منذ العام 1994، ترتبط "بقرار سياسي"، مشيراً، إلى أن "إعادة فتح الحدود لا تعني فقط وزارة الداخلية". وذلك في إشارة إلى عدم وجود نية لدى النظام الجزائري لفتح هذه الحدود. يأتي هذا في الوقت الذي كان فيه الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، قد جدد قبل رفض بلاده إعادة فتح الحدود البرية مع المغرب. وقال مساهل، إن "هذه المسألة (فتح الحدود) لم ترد خلال مختلف الاجتماعات بين الطرفين الجزائري والمغربي"، مشيراً، إلى أنه "ستتم تسوية هذه المسألة يوماً ما".