اختصاصية تحاليل طبية,تغذية وتجميل بحكم تخصصي, وجدت أنه من الضروري لفت انتباه الناس الى اضرار استعمال الصابون على بشرة الوجه, فقررت أن تكون احدى حلقاتي في احد البرامج الاذاعية المغربية عن الصابون.
لكن ,كيف يمكنني اقناع المستمعين والمستمعات بالعدول عن استعمال جل ان لم اقل كل انواع الصوابين ?
الامر بدا لي جد صعب, والإقناع شبه مستحيل ,فلا يمكنني ان اقوم بالتطرق للأمر دون التمهيد له ,مما اضطرني الى التمهل والعمل المتسلسل عبر تلات مراحل .
المرحلة الاولى :
استخدمت احد المواقع الاجتماعية ,وقمت باستطلاع اراء مجموعة من السيدات والسادة ,وكذلك وزعت استمارة تضم مجموعة من الاسئلة , على عدة أشخاص من مختلف الطبقات الاجتماعية, والمستويات الثقافية, ومضمونها :
-ماهو نوع الصابون الذي تستعمل ?
-ماهو نوع بشرتك ?
-ماهو احساسك بعد غسل وجهك بالصابون ?
-هل تعاني من اي مشاكل خاصة ببشرتك :جفاف البشرة;بتور او حب شباب ;نقط سوداء;تجاعيد مبكرة....
-كيف تم اختيارك للصابون الذي تستعمله حاليا اي بمعنى هل كان اختيارك او حسب طبيب مختص ... ?
تسعون بالمائة تقريبا من الفئة المدروسة ,والتي اغلبها كانت من النساء, عبر وا عن عدم ارتياحهم لاستخدام عدة انواع من الصوابين التي قاموا بتجربتها , سواء كانت منخفضة أو باهظة الثمن ,والتي كان اقتناهم لها غالبا تحت تأثير اغراء الاشهار . هذه الفئة باختلاف انواع بشرتها, سواء كانت جافة أو دهنية ترجمت عدم الارتياح هذا, بجفاف كبير في البشرة , مصحوب احيانا بإحساس بالحكة أو الاحساس بتمدد على مستوى بشرة الوجه بمجرد الانتهاء من غسله , مع ظهور بتور …
نسبة قليلة من النساء لا تستعملن الصابون وتعوضنه بغسول منظف ,وقد توصلن لهذا الحل بعد استشارة طبية .
المرحلة الثانية
قمت بشرح مفصل للجلد مكوناته وأهم نقطة تم التركيز عليها هي درجة حموضته PH فالجلد يعتبر حمضيا درجة حموضته مابين 5,2و7 ولابد له من الحفاظ على درجة الحموضة هذه لأن أي تغيير قد يكون عاملا مسببا لعدة مشاكل جلدية من بينها حب الشباب ينتج حب الشباب عن بكتيريا تدعى البروبيونيباكتيريوم ,هذه البكتيريا تعيش بنسبة قليلة جدا على مستوى سطح الجلد, دون التسبب في أي مشاكل, غير ان الوسط القاعدي هو أكثر وسط ملاءمة لتكاثرها, وبالتالي فأي تغيير في درجة حموضة الجلد من حمضية الى قاعدية, يشكل خطرا عليه ,بحيث تنشط هذه البكتيريا ويتكاثر عددها وتصير ممرضة مما ينتج عن ذلك ظهور حب الشباب .
المرحلة الثالتة داخل المختبر قمت بقياس درجة حموضة مجموعة من الصوابين متال مصور
استنتاج -أغلب الصوابين التي تم تحليلها ان لم أقل جميعها قاعدية وبالتالي درجة حموضتها لا تناسب درجة حموضة الجلد - أي تغيير في درجة حموضة الجلد من الحمضي الى القاعدي ينتج عنه مشاكل متعددة من بينها تكاثر البكتيريا وبالتالي مشكل حب الشباب ناهيك عن تضرر الشريط الدهني -المائي الذي يكون الجلد والذي يتجلى دوره اساسا في حماية الجلد مما ينتج عنه جفاف شديد للبشرة. وهذه هي أغلب المشاكل التي تعاني منها الفئة المدروسة حسب استطلاع الرأي وبالتالي الصابون مسؤول عن تغيير درجة حموضة الجلد , هدا التغيير يترتب عنه المشاكل المذكورة أعلاه ,مما يدفعني الى القول مع التأكيد على عدم ملاءمة الصابون لكل أنواع البشرة.