بقلم : صالح بن عبدالله السليمان لا أعلم هل أغضب أم اسعد ؟ فالشعور بعض الأحيان يصاب بالحيرة , فقد يسعدك تصرف احدهم , ولكنك في نفس الوقت تتذكر خطأ من آخر , ويكون غضبك أكبر عندما يكون الخطأ من مجموعة تحسبهم على خير , وتظن بهم أحسن الظن , بل وتتبعهم الأمة , يذكرني غضبي هذا بقول المتنبي ولم أرَ في عُيوبِ الناسِ شيئاً *** كنقصِ القادرين على التَّمامِ حتى لا أطيل عليكم , قرأت خبرا عن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي يهدد فيه بالاستقالة من منصبه إذا استمرت حملات الإعلان عن القمار واليانصيب في المحطات الرسمية , وقال في معرض تصريحه :- " لن أسمح باستمرار هذا الوضع حتى ولو أدى ذلك إلى أن أفقد منصبي السياسي كوزير للاتصال". وهذا مما يشكر عليه وزير أهتم بمصلحة شعبه , واهتم باقتصاد أهله , وعلم أن القمار واليانصيب هي وسيلة لسرقة الأموال من العامة , ولذا وضع منصبه على المحك , إما إيقاف هذا أو الاستقالة , رغم ما تدره هذه الإعلانات على المحطات الرسمية , هذا الخبر أسعدني , ودت تقبيل جبين هذا الرجل , رجل لم يهمه منصب , ولا جاه , بل وضع كل هذا خلف ظهره , وطالب بإيقاف هذه الإعلانات . ولكن الذي أغضبني , هو سكوت علمائنا ودعاتنا على هذا , ونحن في بلد الحرمين الشريفين , ونحن من شرفنا الله برعاية الحرمين , وشرفنا باستضافة ضيوف الرحمن , وشرفنا بحمل لواء الإسلام , بينما محطاتنا , أو المحطات الممولة من تجارنا وكبار قومنا , تقوم ببث إعلانات القمار ليل نهار , وتحث الشعوب على القمار , تحت ادعاءات أحلام كاذبة بالغني وتحقيق الأحلام , يشترك معها شركات الاتصالات بتسهيل مثل هذه العمليات , يخرج علينا كل سويعة إعلان , ويظهر علينا كل حين مذيع , يطلبون من شعبنا أن يشتري ورقة يانصيب على شكل إرسال رسالة جوال , لكي يحقق الغنى السريع . وكلما أكثرت إرسال الرسائل كلما أصبحت الثروة اقرب لك . مليارات الأموال تذهب لمثل هذا النوع من القمار , مليارات نعلم أنها تذهب لمحطات تنشر العهر والفجور والمجون في مجتمعاتنا , ألا يُغضب أن نرى علمائنا ودعاتنا الذين لم يدعوا صغيرة أو كبيرة إلا تكلموا فيها و جزآهم الله خيرا على ذلك , من لا تيأس إلى لا تحزن , إلى النقاب والحجاب , والدخول إلى المرحاض باليسار والخروج منه باليمين , ماذا تقول إذا عطست , وكيف تشرب !!! ولكنهم لم يتكلموا عن انتشار القمار في قنواتنا وبين شبابنا وشاباتنا , قمار بمليارات الريالات , قمار يكاد يدخل كل بيت مسلم , قمار دون أدنى ريبه , ودون أدنى شك . وعلمائنا ودعاتنا لا يتحدثون , وكأن هذا يحدث في بلاد الواق واق , وأظن انه لو كان في الواق واق لتحدثوا عنه , والله إنها لغريبة . كتبت سابقا عن هذا بعنوان " علمائنا والقمار " عنوانا صريحا , وما عسى أضع عنوان لهذا ؟ أقول لهم إن الله سيسألكم عن أمانة العلم , وسيسألكم لماذا لم تؤدوا الأمانة إلى أهلها .