يعيش العشرات من تلاميذ اقليم طاطا هدرا مدرسيا مسكوتا عنه قصدا ، سواء من مسؤولي الشأن التعليمي بنيابة التعليم أو من السلطات الإقليمية بطاطا ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر تلاميذ المستوى الأول ب م.م درعة البالغ عددهم 31 تلميذا ، حرموا إلى حد الأسبوع السابع من الانطلاقة الفعلية للموسم الدراسي من 31×30×7=6510 ساعة دراسة . فماذا لو كان هذا الخصاص يشمل 20 قسما، ستكون عدد ساعات الهدر المدرسي 130200 ساعة دراسة ، و لو كان 30 قسما أو 40 أو ...كم ستكون الحصيلة ؟ و متى سيستمر هذا الهدر ؟ هل يعتبرذلك تكافؤا للفرص بين المغاربة في التعليم، كما ينص على ذلك ميثاق التربية و التكوين و المخطط الاستعجالي . ما الحل ؟ كأحد الحلول التي يتم اللجوء إليها في السنوات الماضية ،الاستعانة بخدمات أساتذة سد الخصاص الذين يسدون خدمة وطنية لأبناء الشعب المغربي في غيابات الفرعيات النائية و الظروف القاسية . معاناة لا تقابل إلا بالتماطل الممرض و الملتو في صرف مستحقاتهم المالية على قلتها، بدل التنويه و الشكر و الامتنان. ما المشكل إذن هذا الموسم ؟ مصادر من داخل النيابة الإقليمية للتعليم، تؤكد أن هناك خصاصا في الأساتذة ؛ و المشكل شخصه السيد النائب الإقليمي في عدم وجود ميزانية لتغطية مستحقات أساتذة سد الخصاص : " ما عندو ما يعطيهم، أو زايدون الشكارة عندو خاوية كلشي كايشكي أو ماكاين والووو ." موقف الأكاديمية : وافق مدير الأكاديمية - إثر القاء الذي جمعه مع ممثلين عن أستذة سد الخصاص - على تقديم حصة الأكاديمية للمساهمة في تمويل هذا المشروع ، مبديا استعداده للعمل مع الشركاء في هذا الصدد على غرار السنوات الماضية لما فيه خير و مصلحة تلاميذ الاقليم . موقف المجلس الإقليمي لطاطا : قام المجلس الإقليمي لطاطا السنة الماضية بمبادرة محمودة تمثلت في مساهمته بما قدره 20 مليون سنتيم إلى جانب نفس المساهمة من أكاديمية التربية و التكوين ؛ فتمكن العشرات من تلاميذ الإقليم من التحصيل الدراسي كغيرهم من تلاميذ البلاد . المستغرب في هذه السنة ما يتداول من أن المجلس الإقليمي تلكأ عن المساهمة في هذا الواجب الوطني و حل هذا المشكل الناتج عن عدم تدبيره من الجهات العليا للشأن التعليمي، ضمانا حق التعليم الدستوري للأطفال الطاطاويين . تلكؤ لا تبرره أي حجة . و إلا كيف يفسر هذا التماطل من جانب المجلس ؟ لماذا لايتم الإسراع في اتخاذ قرار حل هذا المشكل إلى جانب الأكاديمية على غرار السنة الماضية ؟ أليس ضمان التعليم لفلذات أكبادنا أولى و أقدس من تبذير المال العام في مهرجانات البذخ و التبذير و .. و .. التي تنظم بالإقليم، و التي نحن على مشارف تنظيم إحداها بميزانيات ضخمة لن يتم الكشف عنها " وخا طيح السما على التراب ". لماذا لا يتعامل المسؤولون مع التلاميذ على حد سواء ؟ لنتخيل لو أن أبناء بلدية طاطا لا يدرسون إلى حد الآن، هل كنا سنقف متفرجين على وضعهم ؟ تنسيقية سد الخصاص : رشيد أسعيد المنسق الإقليمي لأساتذة سد الخصاص، أكد للموقع أنهم دخلوا في اعتصام مفتوح بمقر النيابة الإقليمية للضغط على المسؤولين للاستجابة لمطالبهم العادلة ، و التي ساندهم فيها 20 إطارا سياسيا و نقابيا و حقوقيا ، وقعوا بيان للرأي العام المحلي و الوطني تأكيدا على مطالب الأساتذة و من ورائها حقوق فلذات أكباد الطاطاويين في توفير المدرسين و التعليم الجيد لهم ؛ مضيفا أن التنسيقية ستتخذ أشكالا نضالية تصعيدية حتى صرف ستحقاتهم المالية و التحاقهم بمقرات عملهم التي لا يزال العديد من روادها محرومون من الدراسة فيها . أمل : تعددت الشكاوى و تعالت الصيحات مطالبة بتوفير الأساتذة ، من هذا الدوار و من ذاك، حتى مل الناس و كلوا و فوضوا أمرهم لله عز و جل . فارفعوا أياديكم لله تعالى، يا من أعيتكم الشكاوى . فوزر أبنائكم سيطال كل من أدى إلى هذا الهرج ، و عسى الله أن يأتي بالفرج ‼