اعتبر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن كل الاستحقاقات الانتخابية التي عرفها المغرب مؤخرا باطلة ومغشوشة، رافضا كل النتائج المترتبة عنها.. وقال لشكر، خلال ندوة صحافية لتقييم مختلف العمليات الانتخابية التي شهدها المغرب، إن "هناك إجماعا على أن الانتخابات برمتها فاسدة "، مضيفا أن الحزب "كان يأمل في تقدم المغرب نحو بناء ديمقراطي"، وهو ما جعله حريصا على الدفع بالإصلاحات على الرغم من التحفظات التي سجلها الحزب على مختلف مراحل الإعداد للاستحقاقات الانتخابية. غير أن التطورات، يقول لشكر، أثبتت أن "الأمور تسير في الاتجاه المعاكس"، مشيرا إلى وجود "نية مبيتة للعودة بالزمن الديمقراطي إلى الوراء"، حيث أن العملية الانتخابية، يضيف لشكر، كانت شبيهة ب"انطلاق موسم رياضي بما يعرفه من انتقالات ومساومات حول قيمة كل مرشح". واعتبر زعيم الاتحاد الاشتراكي أن "السمسرة التي كانت في السابق تهم الأصوات أصبحت اليوم تطال المرشحين". وتطرق إلى عدد من الخروقات التي طالت مختلف مراحل المسلسل الانتخابي، انطلاقا من انتخابات الغرف المهنية مرورا بالانتخابات الجماعية والجهوية ووصولا إلى انتخاب أعضاء مجلس المستشارين، معلنا "رفض كافة النتائج المترتبة عن الاستحقاقات الانتخابية"، ومؤكدا أن الحزب "لن يدخر وسعا في فضح هذه المهزلة". واستنكر لشكر "ما حصل من فبركة لأغلبية انتخابية مخدومة"، مشيرا إلى أن المكتب السياسي للحزب قرر التحضير لاجتماعات بغية التداول في كل البدائل الممكنة لمواجهة هذا الواقع، وفتح الباب أمام كل المشاريع لرص صفوف الحزب. واعتبر لشكر أن الحزب تعرض لضغوط بعدد من المناطق إما للتراجع عن الانتماء الحزبي أو تقديم الأموال، مؤكدا رفض الحزب المشاركة في هذه الممارسات التي تسيء للمسار الديمقراطي. وسجل أن اختيار الحزب لاستراتيجية النضال الديمقراطي يجعله لا يتزعزع عن النضال من داخل المؤسسات المنتخبة، مذكرا بأن إحداث اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور شكل مخرجا مشرفا مكن من معالجة إشكالية الإصلاح الدستوري. وأشار لشكر إلى أن الحزب يسير في اتجاه تدقيق الخط السياسي وتدعيم برنامجه، مضيفا "لا ننفي أن لنا مشاكلنا التنظيمية وهي دليل على أننا حزب حي"، مؤكدا وجود رغبة حقيقية في إعادة البناء وأن قيادة الحزب ستعمل على إعادة "جميع الاتحاديين الغاضبين" الذين ظلوا أوفياء للحزب "لبيتهم من أجل المساهمة في القرار والتدبير".