تناقل مرتادو الانترنت شريط فيديو، نُشر على موقع يوتيوب، وتلقفته بعض المواقع الالكترونية كما لو أنها عثرت على صيد ثمين، وأرفقت الشريط بكتابات تفسيرية لما جاء فيه من حديث لبعض الشبان المغاربة الذين "ادعوا" اكتشافهم لرقائق تجسس ألصقت ببطاريات بعض أنواع الهواتف الذكية (سمارتفون).. وقال هؤلاء "النبغاء" في ذات الشريط إنهم اكتشفوا "شريحة تكون مثبتة على بطارية الهاتف المحمول ومخبأة بعناية.."وقالوا "إنها تُمكن المُتجسسين من الوصول إلى الملفات الشخصية للهاتف المحمول من صور وفيديوهات وغيرها.." ودعا هؤلاء "الأذكياء" كل من يتوفر على هذه الأنواع من الهواتف الذكية إلى نزع "شرائح التجسس" لوقاية هواتفهم من التجسس وعدم السقوط في هذه "الخديعة".. إلا ان بحثا بسيطا في الموضوع، واستشارة أهل الاختصاص والمواكبين لأحدث صرعات تكنلوجيا الاتصال ، توضح أن الأمر لا يتعلق بخداع ولا بتجسس ولا هم يحزنون..! كل ما في الأمر أن تلك الرقائق تصلح لجلب الطاقة للهاتف الذكي انطلاقا من شاحن لا سلكي يشتغل بتوافق مع جميع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية المتوافقة مع معيار (QI)، التي تنطق "شي" وهي تكنلوجيا حديثة طُورت مؤخرا من طرف "اتحاد الطاقة اللاسلكية" (Wireless Power Consortium) وتعتمد على توصيل الطاقة لاسلكيا على مسافة قصوى تصل إلى 40 ممتر.. وتعتمد هذه التقنية على دمج رقاقة معينة في الحواسيب المحمولة (وهي التي اكتشف "نبغاؤنا" انها رقاقة للتجسس) تستخلص الطاقة من الجهاز و تبثه لاسلكيا إلى الهاتف الذكي المراد شحنه ويهدف "اتحاد الطاقة اللاسلكية"، وهو تجمع صناعي يضم العديد من الفاعلين الاقتصاديين المهتمين بهذه التكنلوجيا وخاصة في آسيا وأمريكا واوربا، إلى جعل تكنولوجيا "تشى" (QI) معيارا عالميا في مجال البث اللاسلكي للطاقة.. وقد عمدت كل الشركات المصنعة للهواتف الذكية (سمارتفون)، في إطار المنافسة ومسايرة الاختراعات التكنلوجية الحديثة، إلى تجهيز هواتفها بهذه الرقائق (وحدات استقبال الشحن اللاسلكي) لجلب الطاقة لاسلكيا من شاحن لاسلكي أصبح الآن متوفرا في الأسواق.. وبنزع هذه الرقائق، كما فعل "الاذكياء" المغاربة في شريط الفيديو، وكما سيفعل العديد من أصحاب السمارتفونات اسوة بهم، سيحرمون من تقنية حديثة تعتبر من أهم مزايا الهواتف الذكية والتي أصبحت تتنافس عليها شركات تصنيع هذا الجيل من الهواتف النقالة.. الشحن اللاسلكي للهاتف الذكي الشاحن اللاسلكي شريحة لجلب الطاقة لاسلكيا