جعلوا من الضوء الأحمر بقرة حلوب، ووسيلة لتدبر النقود وتلبية بلاويهم، فأضحت إشارة التوقف الحمراء صنارة لاقتناص ضحاياهم، من البداية، اختاروا سيارات العنصر النسوي المتوقفة عند الإشارة هدفا لهم، ما أن تتوقف السيدة عند الضوء حتى يبادروا بفتح الباب الخلفي أو الأمامي حيث يرمقون الحقيبة اليدوية، وبسرعة يخطفونها ليتبخروا بدراجاتهم النارية بين الأزقة والأحياء السكنية. فخلال يوم الإثنين المنصرم سقط كريم آخر هؤلاء النشالين بجوار إشارة التوقف.فبعد القضاء على هذه العصابات صيف السنة الماضية عادت عناصر جديدة لتحيي هذه الطريقة التي تمكنهم من سلب النساء حليهن،.... ونقودهن، وهواتفهن النقالة، فكان لا بد من التصدي لهؤلاء بوضع دراجين من فئة الصقور يجوبون أهم الشوارع التي تكون هدفا لمثل هؤلاء النشالين.كريم من مواليد سنة 1991 بحي تراست بإنزكان، يملك دراجة نارية من نوع “سكوتر"، جعل من أضواء التوقف محطة لاصطياد الغنائم، كلما شاهد امراة تقود سيارة يتعقبها إلى أن يضبط بعيونه المتقدة مكان وضع حقيبتها، فيترصد لها إلى أن تتوقف عند الضوء الأحمر فيفتح الباب وينفذ سرقته، ثم يختفي مثل البرق بين الأزقة. في يوم واحد قبيل وقوعه سرق حقيبة امرأة تضم هاتفها ونقودها، إلى وثائق هويتها وأوراق السيارة، وفي نفس المكان أوهم سائق طاكسي برغبته في الركوب، ثم حاول سرقة حقيبة سيدة تجلس بالمقعد الخلفي، وعند فشل مسعاه فر بجلده نحو حي فونتي.دراجة نارية من الحجم الكبير، وإشارة الضوء الأحمر، هي مشروع شابي آخرين بأكادير سبق أن أوقفا منذ شهور، لم يستعملا الوسيلة للبيع بالتجوال أو تحويلها إلى عربة لنقل الأمتعة، فقد جعلا منها وسيلة لتعقب سيارات تقودها نساء، أعمارهما بين 23 و 26 سنة على التوالي، أحدهما من ذي السوابق القضائية قضى ثلاث سنوات من الحبس بعد إدانته بتهمة تكوين عصابة في الإجرام والنشل.ما بين مدينة إنزكان وأكادير سجلت سابقا 16 امرأة شكايتها لدى المصالح الأمنية، يحكين أنهن فقدن حقائبهن بنفس الطريقة، ويعطين نفس الأوصاف لراكبي الدراجة اللذين جعلا من الإشارات الضوئية، مجالا لاقتناص الحقائب. اهتدت الشرطة القضائية للفاعلين الذين تنطبق عليهما الأوصاف الواردة في شكايات الضحايا، وتوصل المحققون إلى عنصرين يقطنان بحي الجرف بإنزكان، فدشنت عناصر الشرطة القضائية إنزالا بمسكنهما أفضى إلى إلقاء القبض عليهما، وتقديمهما على أنظار الوكيل العام للملك. عن الاحدات المغربية ادريس النجار