غضب كبير و تذمر غير مسبوق ذلك الذي أصاب الجسم الرياضي السوسي بصفة عامة و جماهير فريق غزالة سوس بصفة خاصة ، منذ أن أعلنت الجامعة الملكية لكرة القدم بقيادة الفاسي الفهري أن شرف افتتاح ملعب أكادير الجديد سيحظى به المنتخبين الوطني و الجنوب إفريقي ، يوم 11 أكتوبر 2013 ، أمر سقط على قلوب الجماهير السوسية كقطعة ثلج باردة ، حيث لم يصدقوا إقصاء الفريق الأكاديري الذي انتظره الجميع أن يفتتح الملعب بعرس رياضي . و أمام هذا الإقصاء المبيت على حد تعبير الجماهير السوسية ، سارعت مجموعة من الجهات إلى دق ناقوس الخطر مما وقع ، و توالت أصناف الإدانة للقرار ، حيث و صفت " الترا إيمازيغن " عبر صفحتها على الفيسبوك قرار جامعة الفاسي الفهري بحرمان فريقهم الحسنية من العرس بالعنصري ، مهددة في نفس الوقت بخوض كل أشكال الاحتجاج ضد الإقصاء العنصري ومقاطعة العرس أو تحويل العرس إلى مناسبة للاحتجاج والتظاهر والإدانة . و يشار أن التعبئة ضد العرس و الدعوة إلى الاحتجاج بدت بوادرها منذ أيام حيث بادر مجموعة من الفايسبوكيين إلى تأسيس صفحات تدعوا إلى النزول بكثافة إلى ملعب الانبعاث يوم الأحد المقبل للاحتجاج و التعبئة ضد قرار الإقصاء . إلى ذلك أصدر المكتب المسير لنادي حسنية أكادير بلاغا شديد اللهجة ينتقد فيه إبعاد فريقه من حفل افتتاح الملعب الكبير بمدينتهم. حيث أشار البلاغ أن فريق الحسنية يجب أن يكون طرفا في حفل افتتاح المركب الدولي للمدينة. مذكرا كل جاهل، بأن حسنية أكادير ليس فريقا عاديا، بل هو جزء من تاريخ سوس، وتراثها الحضاري و هويتها الأمازيغية، مضيفا أن نادي الحسنية هو نادي شهداء كارثة زلزال تاسع وعشرين فبراير 1960، لهذه الأسباب يجب أن يحترم لأن في احترامه احتراما للأرواح الطاهرة التي استشهدت ذات ليلة من ليالي رمضان 1960، وفي تبخيس قيمته احتقار لجهة بأكملها. و هكذا اعتبر الحبيب سيدينو رئيس نادي الحسنية الاتحاد الرياضي لأكادير عبر البلاغ الذي نشر في الموقع الالكتروني للفريق ، إقصاء الفريق الأول للحسنية من هذه اللحظة التاريخية التي انتظروها لسنوات صدمة قوية لكل المكونات السوسية ، مضيفا أن هذا القرار الغريب والانفرادي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فضيحة جديدة بكل المقاييس داخل منظومة كرة القدم الوطنية ووصمة خزي وذل، جارحة لناد كبير اسمه الحسنية، لمدينة أكادير وللجهة بأكملها. ملخصا الاحساس العام الذي يسود كل المكونات السوسية في ثلاث كلمات، غدر، ظلم وجور. إلى ذلك يقول رئيس الحسنية عبر البلاغ أنه لا يوجد سبب واحد يبرر اقصاء نادي الحسنية من مباراة افتتاح ملعبه الرسمي وعلى تراب مدينته. مذكرا المسؤولين أن نادي الكوكب المراكشي هو من خاض المباراة الافتتاحية للملعب الدولي الكبير للمدينة الحمراء كما أن نادي اتحاد طنجة كان هو أول فريق تطأ أقدام لاعبيه أرضية ملعب عروس الشمال. فلماذا إذن يحرم نادي حسنية أكادير من حقه الطبيعي في افتتاح الملعب الكبير لأكادير؟ ولماذا يحرم الجمهور السوسي العريض من الاحتفال بفريقه بميدانه وبملعبه الجديد؟ هل هذا الحق حكر على مدينتي طنجة ومراكش وجمهورهما دون مدينة أكادير؟ أسئلة كثيرة نطرحها بألم وحسرة ونحن متأكدون أن ملايين السوسيين يتقاسمون نفس الإحساس على حد تعبير البلاغ . الذي يضيف أنه وإذ تقول مكونات الفريق الاكاديري والجماهير السوسية هذا الكلام نؤكد في الوقت نفسه أنها لا تحمل إلا الاعتزاز والحب لفريقها الوطني ، وهم دائما أول المحتضنين له بأرض سوس الكبير . و في ختام البلاغ أشار المكتب المسير لنادي حسنية أكادير عبر رئيسه أن ما نطالب به كل مكونات الفريق بسيط وشرعي وعادل يتلخص في أنه يجب أن يخوض فريق حسنية أكادير مباراة الافتتاح قبل مباراة المنتخب الوطني فقط. و كل ذلك بحثا عن احتفالية كبيرة تحتضن الجميع وتسعد الجميع. وهدف الجميع إنجاح ليلة الافتتاح لتكون عرسا كرويا استثنائيا لا ينسى، في جو من البهجة والهدوء والأمن لنرسم للعالم أجمع صورة جميلة لمغرب متسامح ومضياف ومحترم. أما الآن وبعد أن قررت جامعة الفاسي الفهري قرارها كعادتها دون إشراك الفريق الأكاديري ولا المسؤولين في كرة القدم بسوس ، و بعد هذا الغضب الذي أصاب الرأي العام السوسي ، الذي تأبى أنافته و عزته التاريخية و الهوياتية تنظيم عرس داخل بيته دون حضوره . لا شك أن كل الجماهير السوسية لن ترضى بهذا القرار مهما حدث ، و مهما حاولت جامعة الفاسي، الفاسي الفهري تبرير هذا الإقصاء للتخفيف من هذا الغضب فلن ينفعها إلا أن تخوض حسنية أكادير مباراة الافتتاح قبل مباراة المنتخب الوطني فقط.