تتوجه الأنظار غداً الثلاثاء إلى ساراييفو حيث يحل المنتخب الفرنسي الجريح ضيفاً على نظيره البوسني في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم أوروبا 2012 التي ستقام في بولندا وأوكرانيا. ويدخل منتخب "الديوك" إلى هذه المواجهة الصعبة بمعنويات مهزوزة تماماً بعد أن نجح المنتخب البيلاروسي في تعميق جراحه الجمعة الماضي بالفوز عليه 1-صفر على ملعب فرنسا الدولي في باريس. واعتقد الجميع أن وضع منتخب "الديوك" سيتحسن مع تعيين لوران بلان مدرباً له خلفاً لريمون دومينيك الذي ترك مكانه بعد المونديال الكارثي الذي عاشه الفرنسيون قبل شهرين في جنوب إفريقيا لكن المنتخب البيلاروسي زاد من محن أبطال 1984 و2000 وتغلب عليهم في أول مواجهة رسمية بين الطرفين بهدف جاء قبل أربع دقائق على النهاية. ويبدو أن مهمة بلان في استعادة ثقة الجماهير ب"الديوك" أصبحت أكثر صعوبة خصوصاً أن مدرب بوردو السابق كان خسر أيضاً في مباراته الأولى الودية أمام النروج. ومن المؤكد أن بلان كان يدرك أن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق لان الجمهور الفرنسي أصيب بخيبة كبرى خلال مونديال جنوب إفريقيا 2010 ليس بسبب الخروج المبكر من الدور الأول وحسب، بل بسبب المشاكل التي عصفت في معسكر المنتخب وعصيان لاعبيه بعد طرد زميلهم نيكولا انيلكا لشتمه المدرب السابق ريمون دومينيك. ولن تكون مهمة الديوك الذين غاب عنهم كريم بنزيمة في تلك المباراة لكنه سيكون جاهزاً لمواجهة غد، سهلة على الإطلاق في ساراييفو خصوصاً أن البوسنة تدخل إلى هذا اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد فوزها الجمعة على لوكسمبورغ 3-صفر. وازدادت صعوبة مهمة الفرنسيين الذين تلقوا الجمعة هزيمتهم الرابعة على التوالي، بسبب إصابة ثلاثي الهجوم لويك ريمي وغيوم هوارو ولويس ساها، ما دفع بلان إلى الاستعانة بخدمات مهاجم ليون جيمي بريان لكي يقدم المساندة لبنزيمة الذي تعافى من إصابة في كاحله. وستكون هذه المواجهة الأولى بين الطرفين على الصعيد الرسمي بعد أن تواجها ودياً في مناسبتين، الأولى انتهت بالتعادل 1-1 في لوريان في آب/أغسطس 2004 في المباراة الأولى للمنتخب الفرنسي بقيادة دومينيك، والثانية انتهت لمصلحة الفرنسيين 2-1 في آب/أغسطس 2006 في ساراييفو. وفي المجموعة ذاتها، تأمل بيلاروسيا أن تعزز صدارتها للمجموعة عندما تستضيف رومانيا الباحثة عن تعويض تعادلها في الجولة الأولى مع ضيفتها ألبانيا (1-1) التي تلتقي بدورها مع لوكسمبورغ. اختبار صعب للإنكليز وفي المجموعة السابعة، يخوض المنتخب الإنكليزي اختباراً صعباً أمام مضيفه السويسري في بازل. ومن المؤكد أن مهمة رجال المدرب الإيطالي فابيو كابيلو لن تكون سهلة خصوصاً في ظل الغيابات الكثيرة في صفوف المنتخب، إذ يفتقد "الأسود الثلاثة" جهود فرانك لامبارد وجون تيري وبوبي زامورا وبيتر كراوتش وريو فرديناند للإصابة وقد انضم إليهم مدافع توتنهام مايكل داوسون بعد تعرضه لإصابة في منتصف الشوط الثاني من مباراة الجمعة أمام بلغاريا في لندن والتي انتهت لمصلحة الإنكليز 4-صفر. وكانت سويسرا غابت عن الجولة الأولى، ويأمل منتخب المدرب الألماني اوتمار هيتسفيلد أن يسجل بداية جيدة في التصفيات القارية رغم افتقاده إلى بعض العناصر المؤثرة مثل فيليب سانديروس وهاكان ياكين وترانيكو بارنيتا بسبب الإصابة، كما أن مشاركة الحارس دييغو بنياغليو ليست مؤكدة لأنه من المتوقع أن يرزق بطفل في الساعات القليلة المقبلة. وفي المجموعة ذاتها، تسعى بلغاريا إلى نفض غبار الهزيمة القاسية التي منيت بها في ويمبلي وذلك عندما تستضيف مونتينيغرو المنتشية من فوزها على ويلز 1-صفر. لقاء سهل للألمان وفي المجموعة الأولى، لن يواجه المنتخب الألماني وصيف بطل 2008 صعوبة تذكر في تخطي عقبة ضيفه الأذربيجاني بعد أن كان عاد من بلجيكا بفوز ثمين جاء بهدف وحيد سجله ميروسلاف كلوزه الذي أصبح على بعد هدفين فقط من أن يصبح ثاني أفضل هداف في تاريخ ال"مانشافت". ويحتل مهاجم بايرن ميونيخ حالياً المركز الثالث برصيد 53 هدفاً من 102 مباراة وبفارق هدفين عن صاحب المركز الثاني يواكيم سترايخ، فيما يتصدر "المدفعجي" غيرد مولر ترتيب أفضل هدافي المنتخب برصيد 68 هدفاً في 62 مباراة. وكانت ألمانيا تواجهت مع أذربيجان في التصفيات المؤهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 وتغلبت عليها 4-صفر في هانوفر و2-صفر في باكو. ومن المتوقع أن يلجأ المدرب يواكيم لوف إلى خدمات بير ميرتيساكر لشغل مركز قلب الدفاع في ظل الإصابة التي تعرض لها مارسيل يانسن في مباراة الجمعة. وستكون المواجهة مميزة بين ألمانيا وأذربيجان لأن المدرب الألماني بيرتي فوغتس يشرف على الأخيرة وهو سيواجه بالتالي بلده الأم. وفي المجموعة ذاتها، يلتقي المنتخب التركي مع ضيفه البلجيكي في مباراة قوية يسعى من خلالها الأول إلى البقاء على المسافة ذاتها من ألمانيا قبل المواجهة المرتقبة بينهما في الثامن من الشهر المقبل. وحقق المنتخب التركي بداية جيدة بقيادة مدربه الجديد الهولندي غوس هيدينك بتغلبه على مضيفه الكازخستاني 3-صفر في الجولة الأولى. وفي المجموعة ذاتها أيضاً، تسجل النمسا بدايتها في مواجهة ضيفتها كازاخستان. إيطاليا تنشد الفوز الثاني وفي المجموعة الثالثة، سيكون المنتخب الإيطالي أمام فرصة تحقيق فوزه الثاني بقيادة مدربه الجديد تشيزاري برانديلي لأنه يستضيف منتخب جزر فارو المتواضع على ملعب "ارتيميو فرانكي" في فلورنسا. وكان "الأزوري" عانى الأمرين ليخرج فائزاً من مباراته الجمعة أمام إستونيا في تالين إذ تخلف منذ الدقيقة 31 قبل أن يرد انتونيو كاسانو الجميل لبرانديلي بإدراكه التعادل ثم مساهمته في هدف الفوز الذي سجله مدافع يوفنتوس الجديد ليوناردو بونوتشي. ويأمل كاسانو أن يكون مجدداً عند حسن ظن برانديلي الذي أعاد مهاجم سمبدوريا إلى التشكيلة بعد أن استبعده مارتشيلو ليبي عن مونديال جنوب إفريقيا. وفي المجموعة ذاتها، يخوض المنتخب الصربي الذي كان فاز على جزر فارو 3-صفر، مباراة صعبة للغاية في مواجهة ضيفه السلوفيني. وبدورها تسعى هولندا وصيفة بطلة مونديال جنوب إفريقيا 2010 إلى تعزيز صدارتها لترتيب المجموعة الخامسة عندما تستضيف فنلندا في روتردام. وكانت هولندا التي تفتقد خدمات اريين روبن وروبن فان بيرسي، استهلت مشوارها بفوز كبير على سان مارينو 5-صفر، بينها ثلاثية لكلاس يان هونتيلار وهدف للمخضرم رود فان نيستلروي. تتصدر هولندا ترتيب المجموعة بفارق الأهداف عن كل من منتخبي مولدافيا والسويد اللذين فازا على فنلندا والمجر بالنتيجة ذاتها 2-صفر. وتلعب السويد مع سان مارينو والمجر مع مولدافيا. لقاء صعب للروس وفي المجموعة الثانية، يخوض المنتخب الروسي مباراة صعبة للغاية مع ضيفه السلوفاكي في موسكو، وهو يأمل أن يضيف ثلاث نقاط أخرى إلى رصيده بعد أن استهل مشواره الرسمي مع مدربه الجديد الهولندي ديك ادفوكات بالفوز على مضيفته اندورا 2-صفر. لكن مهمة الروس في مواجهة رجال المدرب فلاديمير فايس لن تكون سهلة لأن السلوفاكيين منتشون من بلوغ الدور الثاني لمونديال جنوب إفريقيا في أول مشاركة في العرس الكروي العالمي ولأن المنافسة على التأهل المباشر عن هذه المجموعة ستكون بين الطرفين إضافة إلى جمهورية أيرلندا التي كانت تغلبت على مضيفتها أرمينيا 1-صفر، فيما فازت سلوفاكيا على مقدونيا بالنتيجة ذاتها. وتلعب غداً أيضاً مقدونيا مع أرمينيا وأيرلندا مع أندورا. وفي المباريات الأخرى، تلعب مالطا مع لاتفيا وكرواتيا مع اليونان في المجموعة السادسة، والدنمارك مع ايسلندا والنروج مع البرتغال الباحثة عن تعويض تعادلها مع قبرص (4-4) في المجموعة الثامنة، وتشيكيا مع ليتوانيا واسكتلندا مع ليشتنشتاين في الثامنة التي يغيب عنها المنتخب الإسباني حامل اللقب، وهو يخوض مباراة ودية مع مضيفته الأرجنتين. يذكر أنه يتأهل إلى النهائيات مباشرة بطل كل مجموعة وأفضل وصيف، فيما تخوض المنتخبات الثمانية الأخرى التي تحتل المركز الثاني الملحق المؤهل في 11-12 و15 تشرين الثاني/نوفمبر 2011.