يرى الأطباء ضرورة وقف تغذية الطفل عن طريق زجاجة الإرضاع عند بلوغه الشهر التاسع، وذلك بحوار مقتضب مع الآباء، كوسيلة لتخفيف التأثير السيء جراء الاستخدام المطول لوسيلة الإطعام تلك. ويقول الخبراء، في دراسة نشرت بدورية "طب الأطفال" الاثنين، وعرضت نتائجها موقع "سي ان ان" إن استخدام زجاجة الإرضاع لفترات طويلة قد يؤدي إلى تسوس الأسنان ونقص التغذية عند الأطفال الصغار، كما أن استخدامها لفترات أطول يجعل من الصعب على الرضع الإقلاع عنها. ونقلت شبكة "سي ان ان" الاخبارية عن د. جوناثان مغواير، من مستشفى سانت مايكل في تورنتو بكندا، الذي قاد الدراسة "خلال خمس دقائق يمكننا تغيير مسار صحة الطفل." وخلال الدراسة، قام فريق الباحثين بمتابعة 201 طفلاً حتى بلوغهم سن الثانية، حيث وجدوا انخفاض بنسبة 60 في المائة في استخدام زجاجة الإرضاع، عند محاورة الأطباء للأولياء الأمور عند المراجعة الدورية للرضيع عند بلوغه الشهر التاسع. وتدعو الدراسة الأطباء مناقشة أولياء الأمور بشأن مخاطر استخدام زجاجة الإرضاع المستمر، وتعليمات عن كيفية فطام الطفل من الزجاجة وانتقاله التدريجي لاستخدام الأكواب المخصصة للرضع، في غضون أسبوع. وينصح ماغواير بضرورة بدء فطام الرضع عن الزجاجة في 9 أشهر، لأنه "كلما كبروا في السن، كان من الصعب تعديل عاداتهم." وقالت د. مارثا آن كيلز، طبيب أسنان مختصة في الأطفال إن تسوس الأسنان عند الرضع والأطفال الصغار ليس من السهل إصلاحه، وأن العلاج، أحياناً، قد يتطلب وضع الرضع تحت التخدير العام. ووجدت دراسة أخرى، إن نحو 40 في المائة من أطفال الطبقة المتوسطة، يستخدمون زجاجة الإرضاع حتى بلوغ الثانية من العمر، أو ربما الثالثة، كما كشفت أبحاث أخرى. ويشدد أطباء على ضرورة وقف استخدام زجاجات الإرضاع أو الأكواب المخصصة للأطفال عند بلوغهم عام واحد، ومنحهم السعرات الحرارية اللازمة من الأطعمة الصلبة لضمان التغذية السليمة. ولا تكمن المشكلة في زجاجة أو كوب الإرضاع، بل في محتوياتهما، كما يعتقد المختصون، فالحليب، أو غيره من المشروبات السكرية، تحتوي على الكربوهيدرات تتحول إلى أحماض عند امتزاجها بالبكتريا في الفم، التي تؤدي لتآكل أسنان الأطفال وبدء التسوس مبكراً. وببلوغ الرضيع عام واحد، فهو بحاجة إلى تناول أطعمة تحتوى المجموعة الأربعة الأساسية كالبالغين، وهي: اللحوم والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان، الفاكهة والخضار، والحبوب، البطاطا والأرز والخبز والمعكرونة.