توفي لواء متقاعد كان احد مهندسي منظومة الحكم في الجزائر على مدى عقود ومن المحتمل أن يترك رحيله فراغا في قلب النظام السياسي المعقد في الدولة المصدرة للطاقة. وكان العربي بلخير الذي توفي يوم الخميس عن عمر يناهز 72 عاما ينتمي الى جيل من ضباط الجيش الذين شكلوا الاساس للنخبة الحاكمة في الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1962. ولكن كثيرين منهم توفوا أو انسحبوا من الحياة العامة في السنوات الاخيرة مما غير معالم المشهد السياسي في دولة تمد أوروبا بعشرين في المائة من احتياجاتها من الغاز ولا تزال تخرج من صراع مسلح طويل مع متشددين اسلاميين. ولعب بلخير وهو وزير سابق للداخلية وشغل منصب مدير الديوان لرئاسة الجمهورية دورا رئيسيا في صعود اثنين من رؤساء الجزائر. ولعب أيضا دور الوسيط بين جماعات متنافسة تشترك في السلطة. وقال عابد شارف المحلل السياسي والكاتب الجزائري لرويترز ان وفاة بلخير قد تفاقم غياب التنسيق بين صناع القرار. وطبقا للدستور الجزائري يسيطر الرئيس والبرلمان على السلطة. وكلاهما منتخب ولكن معظم المحللين يقولون ان الجيش وأجهزة الامن لهم نفوذ كبير في صنع القرار. ويواجه النظام الحاكم كيفية ادارة الانتقال الى جيل جديد من الزعماء. والرئيس عبد العزيز بوتفليقة عمره 72 عاما. وتنتهي فترة ولايته الثالثة في عام 2014 ولم يكشف عما اذا كان سيمارس حقه في ترشيح نفسه لفترة ولاية جديدة. وأمضى بلخير السنوات الاخيرة من عمره سفيرا للجزائر لدى المغرب. وقال محللون ان نفوذه تراجع ولكن كان يجري استدعاءه أحيانا للمساعدة في حل خلافات. وقال المحلل السياسي محمود بلحيمر لرويترز ان بلخير لعب دورا رئيسيا في الحياة السياسية الجزائرية لثلاثة عقود على الاقل لاسيما في ايجاد أرضية مشتركة بين الجيش والمدنيين. وقالت وسائل اعلام جزائرية ان بلخير توفي في الجزائر بعد أن عانى من مشكلات في الجهاز التنفسي. ومن المقرر أن يدفن في مقابر العالية شرقي العاصمة حيث يدفن كبار العسكريين بالجيش وموظفي الدولة. وكان بلخير وهو ممن خاضوا حرب تحرير الجزائر مستشارا كبيرا للرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد الذي كان رئيسا للجزائر في الفترة بين عامي 1979 و1992. كما كان مستشارا كبيرا لبوتفليقة في فترة ولايته الاولى بين عامي 1999 و2004 . وكان بلخير وزيرا للداخلية في عام 1991 عندما كانت جبهة الانقاذ الاسلامية على وشك الفوز في الانتخابات التشريعية. ولعب دورا كبيرا في الغاء الانتخابات وفي تعيين مجلس دولة حل محل بن جديد في ادارة شؤون البلاد.