قد يتساءل الكثير من الناس حول الرابط الذي يجمع هتلر بالواقع المغربي ،وعن السر في آختياري لهذا العنوان الذي يبعث على الفضول ، لكن القارئ للتاريخ سيكتشف الكثير من القواسم المشتركة بين ألمانيا الإمبراطورية التى كان هتلر واحدا من الذين وقفوا على حقيقة آنهيارها وبين الواقع المغربي القاتم . العديد من الناس يرددون قولة مشهورة مفادها ان التاريخ يعيد نفسه ،وهي حقيقة قولة تحتاج لبعد نظر وتحليل عميق لأن التاريخ الذي قد يعني حقبة زمنية معينة واحداثا صنعتها طائفة معينة من الناس لا تتكرر ولكن الأخطاء هي التى تتكرر ،فهتلر الديكتاتور الألماني الذي جمع كل شيء ،آعتبر أن من أسباب آنهيار ألمانيا الإمبراطورية يرجع إلى غياب الأخلاقيات فنجده يقول مثلا " ومن مظاهرالإنحلال في الدولة الألمانية غياب الأخلاقيات ...فلم يكن هناك حزم اوإقدام ....وحل محله التراخي والتردد والجبن والكسل والتملق...مما أدى إلى تفسخ أخلاقي خطير " والمتأمل لهذا الكلام يجد الكثير من القواسم المشتركة بين واقع هتلر وواقعنا نحن الدال على مدى الإنهيار ،فيكفي النظر أومجرد التأمل في المشهد المغربي ليصاب الإنسان بالغثيان للإنحطاط الأخلاقي الفظيع والغير مسبوق الذي لم يعد يميز بين أحد ،فالسياسي مشغول بآحتكار المناصب وشراء الذمم والضرب تحت الحزام لدرجة تحول معها السياسي المغربي إلى أشبه بالمومس المستعدة لبيع أي شيء تملكه في سبيل الحفاظ على نفس المشهد مع تطعيمه ببعض البهارات الفاسدة ،وكذلك الحال مع الإداري او الموظف الذي أضحى همه الأول والأخير تحصيل أكبر قدر من الرشاوي فالكل بمقابل والكل يريد حصته الكاملة ،أما المواطن العادي بجنسيه المذكر والمؤنث فهو الأخر مشغول بقضاء شهواته في الشارع العام والشقق المفروشة ويرقص فرحا بمقدم المطربين والمغنين للواحة الغنّاء . ويضيف هتلر بقوله "ان كل من يحيط بالعرش في كل زمن هم عالة على هذا العرش يبغون ثروثه ... وعندما تنزل بصاحب العرش مصيبة تجدهم اول من يتخلون عنه وأول المحرضين على الإقتصاص منه " وهتلر بكلامه الثاقب هذا وكأنه يعيش بين ظهراننا ويا لا العجب فالذي يذكر الأمس القريب يتذكر معه تاريخنا الأسود الدامي وكيف أن أخطر خطر على النطام ومعه العروش هو خطر المقربين الذين يدّعون خدمة النظام أولم يقل لنا التاريخ ماذا فعل ربك بالجنرالات أمثال الجهنمي أفقير والدليمي والمدبوح...إلخ وكيف أنه الأن يتم آستغلال آسم الملك وآقحامه في أشياء هو بعيد عنها كل البعد ،حدث ذلك حين ردد الكثيرون أيام الحرب الإنتخابية " أن الحزب الفلاني حزب سيدنا وهو يدعمه وأن علان صديق الملك " بينما الملك بريئ من كل هذا ، ثم سمعنا تلك الإتهامات التى كالتها إحدى السيدات في وجدة للمخابرات المغربية حين نطق احد المحقيقين في عملية التحقيق معها بكلمات لم يدرك الكثيرون خطورتها " هناك أوامر عليا بمنع العدالة والتنمية من الفوز" تاالله هل هناك كلام أخطر من هذا ؟؟ وعن التعليم حدثنا السيد هتلر معتبرا إياه حقا ذا طابع مقدس بقوله" إن من اعراض التفكك والإنهيار الشامل تدني المستوى الثقافي ...وترويج الأدب الرخيص ...والفن الإباحي..." فماذا سنقول في تعليمنا وهو الحق الدستوري وحصن الفرد من الجهل وقد آعترف الكل بفشله الذريع ،أولم يعترف المجلس الأعلى بفشل المنظومة التعليمية برمتها ،وكيف أننا غرقنا في جيش من الفاشلين دراسيا والراسبين والأميين والمعطلين وأضحى أبناء الشعب بلا مستقبل اوتكوين وتحولت المدارس العمومية إلى اشبه بإسطبلات بنما آرتفعت نسبة المدارس الخصوصية وتحول التعليم إلى تجارة مربحة تدر الملايير إلى الحسابات البنكية المختلفة . هتلر الألماني لا المغربي لم ينسى الدين حين قال " وأدرك اليهودوالبلاشفة وأسيادهم من اليهود ان الأمة التى تتمسك بدينها لن تدع مغامرا أجنبيا يتسلم قيادتها ...فشنوا حملة شعواء على الدين ورجاله..." وحين نعود لواقعنا المغربي وكيف أن أجهزة الدولة بمصالحها المخابرتية السرية والعلنية أضحى بالنسبة لها كل متدين أوملنحي هومشروع إرهابي قابل للإنفجار في اية لحظة ،فبدأت الداخلية حملاتها الميمونة تحت شعار محاربة التشيع والتطرف الدينى وملاحقة الفلول الإرهابية وأصبح المقدمية مجندون على الدوام لمراقبة بيوت الله ومعها المصلين وخطباء المساجد. هتلر كانت نهايته معروفة لكنه كان محقا في تحليله لأسباب الإنهيار ،على كل صدقوني إن قلت لكم إني لا أعرف هوية هتلر المغربي قد يكون كما أسلفت موجودا في كل مكان ،الله أعلم.