ترأس الملك محمد السادس ، أمس الاربعاء بمدينة طنجة، حفل إعطاء انطلاقة تشغيل الخط السككي الجديد الرابط بين طنجة والميناء المتوسطي والذي تطلب استثمارا بلغ نحو 2ر3 مليار درهم.ووفقا لما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، فإنه تمت تعبئة هذه الاستثمارات بفضل مساهمات الأبناك المغربية (ملياران و 408 مليون درهم) والبنك الاسلامي للتنمية (580 مليون درهم) ووكالة التنمية الفرنسية (275 مليون درهم). ويعتبر هذا الربط السككي الجديد ، أداة أساسية للاقلاع الاقتصادي والاجتماعي الوطني بصفة عامة ، ولمنطقة الشمال بشكل خاص ، بحيث سيساهم في النهوض بالمنطقة وادماجها في النسيج الاقتصادي الوطني من خلال تدعيم البنى التحية للمواصلات اللازمة لتنمية المبادلات بين مختلف جهات المملكة. كما ستسفيد المناطق الداخلية من البلاد من المزايا التنافسية واللوجيستية التي سيتيحها هذا المركب المرفئي الجديد ، عبر تنمية مختلف المنشآت الصناعية على صعيد مختلف الأقطاب الاقتصادية للمملكة( مناطق الانشطة اللوجيستيكية ، الموانئ الجافة) وسيمكن هذا الربط أيضا ، من تنمية النشاط السياحي بين اوروبا و المغرب عامة، وتيسير استقبال وتنقل المغاربة العاملين بالخارج بوجه خاص خلال الفترة الصيفية ،إضافة إلى ضمان حركة النقل لفائدة العاملين بالمركب المرفئي من خلال توفير خدمة الرحلات المكوكية المتعددة. ويهدف المكتب الوطني للسكك الحديدية من خلال إنجاز هذا المشروع الهام الى جلب نسبة كبيرة من حركة النقل التي سيوفرها الميناء المتوسطي ، بالنسبة للمسافرين ، حيث ينتظر نقل نحو 700 الف مسافر سنويا ، من خلال توفير 16 رحلة مكوكية يوميا، بانطلاقة على راس كل ساعتين لنقل المسافرين في احسن ظروف الراحة و السلامة ، وكذا بالنسبة للبضائع ، حيث يقدر حجم النقليات المتوقعة بحوالي 5ر 1 مليون طن ( 400 الف وحدة من الحاويات ، و400 الف سيارة رونو وغيرها )، مما سيمكن من تحسين تموقع نشاط النقل السككي للبضائع في السوق الوطني. وبعد ربط الشبكة السككية الوطنية بالميناء المتوسطي ، وفي انتظار إنجاز المشروع المهيكل للقطار فائق السرعة ، ستستفيد البنية التحتية ، المخصصة لربط طنجة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة خلال سنة 2009 ، من مزايا مشروع يدخل في إطار البرنامج الاستثماري للمكتب الوطني للسكك الحديدية لفترة 2005-2009 . ويتعلق الامر بمشروع تعديل المخط وبناء مختصر سيدي يحيى- مشرع بلقصيري وكهربة خط طنجة. وسيمكن هذا الانجاز من تقليص مدة السفر بين طنجة والدار البيضاء بحوالي ساعة، وتحسين عرض النقل السككي من خلال برمجة رحلة على رأس كل ساعتين في الاتجاهين.