أفاقت مدينة دجينوفا فجر أمس كعادتها على خبر إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون، لكن الغريب في الخبر أنه في هذه المرة لم يكن الاعتقال يتعلق بعناصر من مافيا إيطالية أو من بعض المجرمين الذين تعج بهم هذه المدينة الشاسعة المشهورة بمينائها الكبير الذي يستقبل يوميا العشرات من السفن الوطنية والدولية. فالمعروف على هذه المدينة أنها من ضمن أصعب المدن الإيطالية التي تكثر بها الجرائم وتروج في أزقتها وفي ساحاتها كل أنواع المخدرات، ناهيك عن وجود كل الأجناس خاصة العرب منهم، مما خلق للسلطات متاعب كبيرة لتتبع الكثير من العصابات المروجة لهذه المخدرات التي تأتي عن طريق البرّ أو تدخل عن طريق البحر. والجدير بالذكر أن الشرطة أو الدرك تقوم بالدور الكبير للقضاء على تجار المخدرات والمهربين ،وغالبا ما تكون بالتأكيد تنظيمات إجرامية إيطاليا هي التي تقف وراء وراء هذه العمليات ،ويكون الأجانب هم المعرضين للاعتقال كونهم مروّجون صغار لهذه المخدرات وتنأى الرؤوس الكبار من التعرض للخطر. من وجهة نظر ثانية لم يكن رجال الأمن هم من كان وراء هذه العملية النوعية لما يعرف عليهم من حنكة وبراعة في تتبع التنظيمات الاجرامية كما كان يحدث في السابق، بل كانت وراءها فرقة محاربة الجريمة المنظمة التابعة لقسم التحقيقات الجمركية الخاصة بمدينة دجينوفا، والتي خططت لها منذ شهور بتعاون منسق مع جهات أمنية أخرى وخاصة الشرطة الدولية الانتربول. ويشير المصدر الذي أورد الخبر على أن هذا الترصد والتخابر لم يكن في اتجاه تنظيم وطني كما جرت العادة بل يتعلق بتنظيم أجنبي ، يتكون من 8 عناصر كلهم من أصل مغربي، من بينهم شخص خطير سبق أن صدرت بحقه مذكرة اعتقال دولية ينشط في تهريب وترويج المخدرات والمتابع بثلاثين سنة سجنا من المفروض قضائها بسجون إيطالية حسب القانون الدولي. وخلص المصدر إلى أنه تمّ اعتقال المجموعة بأكملها، وفتح لهذه الغاية محضر بمحكمة دجينوفا معنْوَن بتكوين تنظيم إجرامي متخصص في تهريب المخدرات على الصعيد الدولي وترويجها في السوق الإيطالية . وأفضت العملية على حجز 300 كيلو من الحشيش القادم من المغرب والمعد لتموين أسواق كل من ليغوري وطوسكانا وإيميليا.إلى جانب عشرات السيارات وشاحنة كبيرة كانت تستعمل لنقل المخدرات ،في حين لم تتسرب أخبار حول أسماء المعتقلين الثمانية ولا عن صورهم ربما لأسباب أمنية وتحفظا على مجرى التحقيقات التي ما زالت مفتوحة على أكثر من صعيد. يينا نيوز/ ذ.محمد بدران