استضافت مندوبية وزارة الثقافة مساء يوم الجمعة 24 ماي 2013، ثلة من النقاد والمبدعين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الأدبي، الذين قدموا من مدن مختلفة، للاحتفاء ب "قبل أن تستيقظ طنجة" وبالشاعرة المتألقة نسيمة الراوي في حفل بهيج نظمه فرع اتحاد كتاب المغرب بتعاون مع مندوبية وزارة الثقافة (طنجة). وعرف الحفل مشاركة الأكاديمي والأديب عبد الرحيم جيران (مارتيل) بورقة عنونها ب"ما قبل وتكوين الشعر" تحدث فيها عن وعي الشاعرة بما يحدث في العالم الشعري؛ وأن طنجة ليست سوى استبدالا مركزيا لكل الأمكنة الأخرى الواردة في باقي قصائد الديوان، كما أشار إلى أن العنوان جملة ناقصة، وهذا النقص يعبر عن السؤال عما هو مشروط بقبل استيقاظ طنجة، أي الزمن، زمن ما قبل استيقاظ طنجة، هكذا يصير العنوان منتجا بدوره انطلاقا من الاستعارة الكلية "ما قبل" التكوين، لكن هذا الإنتاج يفيد بأن المكان ليس موضوعا فحسب للدفق الشعرية بتبادلاته، وإنما أيضا هو تجديل بين الزمن والذات. وإعادة إنتاج هذا التجديل، عبر مفهمة محددة، وما هذه المفهمة سوى التضاد بين الماقبل والمابعد. في حين تحدث الشاعر والأكاديمي أحمد هاشم الريسوني (طنجة) في ورقة عنونها ب"مقامات لكينونة البحر" عن الديوان باعتباره استيقاظا شعريا يخوض غمار القصيدة بنفس أنثوية لماحة، وأن القصيدة الأنثى مضمخة بالتعدد والتلون والتشاكل في علاقتها بالذات الشاعرة، تلك الذات التي تستيقظ في ديوان نسيمة الراوي، وهي تجمع شباك الصور الأليفة وتغزل منها خيطا شفيفا، كما تطرق إلى الحديث عن المرفأين المكونيين للديوان: مرفأ "قبل أن تستيقظ طنجة"، ومرفأ "البحر أسطورة زرقاء"، مركزا على تيمة الماء وتيمة الموت. وأشار إلى أن الشاعرة تغنت بمدينة طنجة، كما تغنى آخرون، لكنها عزفت على وتر منفرد متفرد يحمل بصمة روحها. وقد ركز الناقد والروائي رشيد الجلولي (القصر الكبير) في ورقة معنونة ب"الماء كمأوى لأنثوية العالم"، على عنوان الديوان والطبيعة المرجعية الزمكانية، التي تقع وتتحرك فيها العوالم الشعرية للديوان، ثم انتقل مباشرة إلى الفهرست الذي يقسم الديوان إلى قسمين متوازيين ومتقاربين في عدد القصائد. مؤكدا على أن الديوان صوت شعري يغرد خارج السرب، وهدفه الوحيد هو الإنصات لنشيد الحياة والبحث عن صوت الحياة الضائع من جداول أعمال البشر، وأن ديوان "قبل أن تستيقظ طنجة" هو محاولة جريئة للغناء خارج أسوار مدينة طنجة، أو خارج المدينة عموماً. لأنه غناء على خشبة العالم في حالته الطبيعية حيث يسود الماء والهواء والموج والرياح. واختتمت الجلسة التقديمية التي سيرها القاص والناقد عماد الورداني (تطوان) بكلمة الشاعرة نسيمة الراوي، شكرت فيها فرع اتحاد كتاب المغرب بطنجة ومندوبية وزارة الثقافة على هذه المبادرة، كما شكرت بيت الشعر بالمغرب ودار النهضة العربية ببيروت على تبنيهما لديوانها طبعا ونشرا وتوزيعا. وحيت الأساتذة النقاد الذين شاركوا في هذه الجلسة النقدية وكل الوجوه البهية التي شاركتها الاحتفاء ب "قبل أن تسيقظ طنجة"، وعلى إيقاع معزوفات موسيقية على آلة العود من أداء الفنان محمد الحدوشي، صدح صوت الشاعرة المتألقة نسيمة الراوي بقصائد رائعة من ديوان "قبل أن تستيقظ طنجة".