ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    المغرب يدعو إلى هامش أكبر من الاستقلالية المادية لمجلس حقوق الإنسان    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..        المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مائدة مستديرة حول تاريخ المغرب بعنوان: من 1912 إلى 2012 ماذا حدث؟

احتضنت مدرسة فهد العليا للترجمة بطنجة مائدة مستديرة في إطار مهرجان منتدى الفكر و الثقافة و الإبداع المنظم من طرف جمعية بصمات فنون المدينة والذي امتدت فعالياته من 18إلى 21 أبريل 2013.و ذلك بمشاركة الأساتذة مصطفى الغاشي نائب عميد كلية الآداب و العلوم الإنسانية بتطوان المكلف بالتعاون الدولي و البحث العلمي و لوبيس كارسيا برنابي الباحث و المؤرخ الاسباني المهتم بتاريخ المغرب و أسامة الزكاري أستاذ باحث بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء والطيب بوتبقالت نائب مدير مدرسة فهد العليا للترجمة ، بحضور نخبة من المثقفين و الباحثين و في مقدمتهم الأستاذ محمد سعد الزموري عميد كلية الآداب و العلوم الانسانية بتطوان و الأستاذ سيدي محمد اليملاحي الوزاني العميد الأسبق لنفس الكلية، و الروائي بهاء الدين الطود و العديد من المهتمين بالفكر و الثقافة و الإعلام و الطلبة الباحثين.
قدم و سير النقاش الأستاذ إسماعيل الجباري الكرفطي الذي أشار إلى كون المائدة المستديرة ستناقش الإشكالات الكبرى المرتبطة بالذاكرة المشتركة مع فرنسا، و أن سؤال المائة سنة يرتبط بالمستقبل و بالبحث في الذاكرة.
مداخلة الأستاذ برنابي ( باللغة الاسبانية)تساءل فيها في البداية عن الذي جرى بين 1912 و 2012؟ و سيرد بجواب أولي هو ضرورة تعميق البحث في حقائق معروفة ، لأن كل من درس تاريخ المغرب له رأي من زاويته الخاصة حول ما جرى من أحداث جيدة و أخرى سيئة. و التاريخ يتشكل من جزئيات من خلال نظرة مؤرخ كل مؤرخ له إيديولوجية و جنسية و رؤيته الخاصة، كما أن له طريقة سياسية لرؤية الأشياء. فهناك طرق مغربية و أخرى غير مغربية ، و هناك مصالح مختلفة لوجهات النظر المختلفة. و نظرة العسكري تختلف عن نظرة العامل الذي جاء للبحث عن عمل في المغرب.. إذن هناك طرق مختلفة لرؤية الأشياء.
و بخصوص نظرتي الخاصة – يقول برنابي- و لكي أكون موضوعيا لأرى و أحكي ما جرى خلال هذا القرن ابتداء من سنة 1912 حيث اتفقت فرنسا مع اسبانيا على اقتسام المغرب فاتفاقية بين المغرب و بين فرنسا تمت بدون اسبانيا التي انضمت إلى مغامرة احتلال المغرب، و هي لم تكن قوة كما كانت في السابق بعد أن فقدت مستعمراتها كقوة امبريالية. فلأن انجلترا كانت لا تريد أن تسيطر اسبانيا على مضيق جبل طارق فاحتلت جبل طارق و هي أقحمت إسبانيا حتى لا تبقى لفرنسا نفوذا متزايد لمراقبة البوغاز بعد وجودها في الجزائر و تونس. فهذا السبب هو الذي دفع إسبانيا لاحتلال شمال المغرب رغم أنه ليس الأكثر غنى من التراب المغربي( سلسلة جبال الريف) و تبقى المدينة الوحيدتين المهمتين هما طنجة و تطوان مقارنة مع المغرب الأطلسي و وسط المغرب( المغرب النافع الذي كان تحت الاحتلال الفرنسي.) .هذه هي ظروف وصول إسبانيا إلى المغرب. و كانت طنجة تضم 10000 إسبانيا في نهاية القرن 19 إضافة إلى وجود لهم في مدن مغربية أخرى في الشمال.
إذن قوة ديموغرافية في طنجة كعاصمة دبلوماسية طبعت بالطابع المعماري الأوروبي كان لاسبانيا نصيب فيه . و القوة الاقتصادية و السياسية كانت لصالح فرنسا فرغم أن الأسبان في الدار البيضاء كان عددهم 30000 فهم كانوا أقل من الفرنسيين و كان العديد منهم يعمل خاصة في سنة 1912 يساهمون في بناء المغرب عن طريق عملهم فيه و بالتالي المساهمة في تطويره. و فترة 1912-1956 لم تكن فترة استغلال للمغاربة بل حتى استغلال الأسبان البسطاء الذين كانوا يشتغلون في مختلف المجلات.
فماذا يمثل هذا القرن بالنسبة لاسبانيا و للعلاقة مع المغرب؟
المرحلة الأولى من الفترة الاستعمارية صدم العسكريون الأسبان بمقاومة الريف للاستعمار بزعامة محمد بن عبد الكريم الخطابي و قبيلة بني ورياغل انطلاقا من الحسيمة. و قد تحدث عدة جرائد عن فترة 1907 – 1915 و عن دور الخطابي، أخبار حول تنظيم المنطقة و عن الخدمة العسكرية و قدمت عدة وجهات نظر و عن العلاقات بين القبائل بالريف و قليلة هي الكتابات التي ترجمت إلى الاسبانية.
جرمان عياش يدافع في كتابه حول جذور حرب الريف و عن المرحلة الأولى للخطابي كزعيم ريفي و عالمي و هو الذي تعاون مع إسبانيا و توصل بميدالية كاثوليكية لكن الحقيقة معقدة و لا يمكن تبسيطها.
انتهت المرحلة الأولى و جاءت مرحلة نفي محمد الخامس إلى جزيرة مدغشقر، و جاءت الحرب الأهلية بإسبانيا ليستغل النظام الفرنكوي الريفيين ضد الجمهوريين و هي مرحلة اعتبرت فورة بين المغرب و اسبانيا ، موضوع يستحق تعميق البحث فيما العديد من الريفيين لا يعتبرون ذلك شيئا مهما. و في سنة 1975 جاءت المسيرة الخضراء لتجد نفسها أمام مغرب جديد. و قد اعترفت الجامعات الاسبانية باستعمار اسبانيا للمغرب و صدرت عدة كتابات في الموضوع.. كما أن الهجرة المغربية إلى إسبانيا أصبحت الدراسات تهتم أكثر بالمغرب. و أصبحت بحاجة إلى مراجعة و إعادة قراءة بتعاون مع المغاربة حول التاريخ المشترك.
الأستاذ الكرفطي: قدم بيرنابي مجموعة من الإشكالات حول المنهج و تعدد المقاربات. فكيف يمكن معالجة رواية المغرب لاسبانيا و إشكالية مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية كذاكرة مشتركة (ضياع و اختفاء المغاربة و عدم معرفة مقابرهم ) و التحالفات بين إسبانيا و المخزن.
الدكتور الغاشي: اعتبر الموضوع كبيرا و عريضا حول تاريخ المغرب منذ سنة 1912 بمناسبة مرور 100 سنة على الاستعمار. و هو موضوع مطروح بالنسبة للمغرب كما الجزائر و تونس و المناطق التي خضعت للاستعمار. فهناك وجهات نظر مختلفة، زعماء الحركة الوطنية و وجهات نظر القصر (محمد الخامس) و وجهات نظر الباحثين في هذا المجال. تواصل وجهات النظر، بعد مائة عام ما هي الحصيلة؟ ما هو الاستنتاج؟
تاريخ المغرب المعاصر كتب بعد الاستقلال أو جزء كبير منه على الأقل. و قد اختلطت بين مواقف الحركة الوطنية و الباحثين. و هي مرحلة تأسيس لتاريخ المغرب: تداخل بين النظرة الوطنية و النظرة الأكاديمية . الكل كان يحاول الكتابة بنزعة وطنية واضحة مثال ذلك كتاب عبد الكريم كريم "المغرب في عهد الدولة السعدية" و التاريخ الدبلوماسي للمغرب" لعبد الهادي التازي. و هي نظرة أصبح تاريخ المغرب معروفا بها على هذا الشكل و يدرس في المدارس و الثانويات.
و منذ التسعينات انفتحت الجامعة المغربية على المدارس الأجنبية ( الفرنسية و الألمانية) و أصبح الاصطدام مع مواقف الوطنيين في مواقف شائكة و محرجة خاصة موضوع التخوين.

فبعد أن طرحت وثيقة المطالبة بالاستقلال طرح سؤال هل نحن مستعدون للاستقلال أم غير ذلك؟ وأصبح العديد من الشيوخ و العلماء ضمن "الخونة" و تمت المطالبة بمصادرة ممتلكاتهم و أصبحت فكرة في ذهن الشباب أن فئة من المغاربة هم من "الخونة"، دون بحث علمي أكاديمي. فلا بد أن تناقش مواقف الحركة الوطنية بناء على المنهج و البحث الأكاديمي و ليس على مواقف الحركة الوطنية.
و إلى جانب التخوين هناك قضايا مرتبطة بالحزب الوحيد و التعددية السياسية و سنوات الرصاص. فعلى الأكاديميين العودة لمراجعة هذه الأفكار و تبني مواقف بعض رجال الحركة الوطنية دون تمحيصها علميا. فمؤسسة الزوايا بالنظر إلى أدوارها المختلفة و حضورها التاريخي و الثقافي في تاريخ المغرب أصبحت بعد الاستقلال تتهم بكونها، بدون تمحيص، كانت وراء دخول الاستعمار للمغرب ، حيث لا نتوفر على أبحاث علمية حول دور الزوايا لحظة دخول الاستعمار للمغرب.
و إننا في الجامعة نحتاج إلى دراسات أكاديمية حيث تحتاج عدة أفكار إلى رأي أكاديمي عوض أحكام القيمة. فتاريخ المغرب يمكن كتابته من طرف المغاربة جميعا و يعطى الحق للمتضررين من كتابة تاريخ المغرب ،فهناك شهادات عن سنوات الرصاص فيها أرشيف مهم ، عوض محاكمات فترة الستينات والسبعينات و هناك إمكانية مراجعة المقولات التاريخية منذ 1912 إى 1956 و ما بعدها. و هي فترة لم تدرس إلى حدود 1999 حسب الأستاذ ابراهيم بوطالب.
و بعد مرور 100 سنة من تاريخ المغرب التي كتبت من طرف مختلف المؤرخين و أصبحت تدرس في الجامعات المغربية على أساس أنها تاريخ علمي فهي بحاجة إلى مراجعة أكاديمية ليكون لنا تاريخ أكاديمي .
الأستاذ الكرفطي : البحوث التي عالجت تاريخ المغرب هيمنت عليها الأطروحة الأيديولوجية عوض النظرة العلمية الأكاديمية فطرحت إشكاليات عديدة حول الواقع السياسي و مؤسسة الزوايا. فمن يمتلك الأرشيف يمتلك المعلومة لكتابة تاريخ علمي.
الدكتورأسامة الزكاري: أبدأ من حيث انتهى الأستاذ الغاشي لأطرح سؤال: ما هو منتظر الآن من البحث العلمي ، و كيف يمكن التأسيس و التأصيل لعملية كتابة علمية جديدة ؟ فمختلف الأطروحات بالجامعة المغربية جاءت بخلاصات تتكرر:فهي تهم قضايا المقاومة المسلحة في الشمال و الوسط والجنوب،اجترار المادة الوثائقية، ما هي الحصيلة ؟ لا زلنا بعيدين عن تحقيق المراد. و مرحلة الحماية لم تدرس بعد أكاديميا، لكنها كانت مجالا تطاول عليه فاعلون سياسيون و نقابيون بعيدون كل البعد عن الشروط العلمية.
التحول الحالي بالجامعة المغربية، يضع قضايا التاريخ الراهن كتوجه علمي، بمنطلقات رصينة. فظاهرة الاستعمار كانت حبيسة النزعة العاطفية التي تدافع عن النزعة الوطنية، الرغبة في الاستقلال ضد القراءة الكولونيالية، و الحصيلة كتابات تجلى فيها الحماس الوطني ضد غلو النظرة الاستعمارية.
الشروط البديلة لتأسيس شروط علمية و أكاديمية:
سياقات المقارنة بيننا و بين الآخر( فرنسا و إسبانيا )،لما جاء المد الكولونيالي لما وراء البحار كانت بنية المغرب ساكنة و مغرقة في طابعها المحافظ فتسبب ذلك في استعداد المغرب لفقدان استقلاله، كان المغرب مخلصا لثوابت الدولة المخزنية، و بالتالي علاقة الداخل بالخارج عجلت بسقوط المغرب في يد الاستعمار.
شروط الداخل كانت تسير ضد الحداثة في إنتاجاتها الفكرية و السياسية، المغرب مخلص للتقليدانية،( مثال ذلك تجربة الإصلاح للسلطانيين محمد الرابع و الحسن الأول، و بخصوص سبب فشلهما في القرن 19 هناك نصوص لمعاصرين في الموضوع، فالنخبة التي كنا نراهن عليها للإصلاح كانت رافضة لقيم الحداثة (الناصري في الجزء 9. و الكتابات الوطنية المغرقة في ذاتيتها : تآمر دولي، دون التساؤل عن واقع الداخل أو في شروط الهجمة و التسرب الاستعماري. التآمر وجد شروط تنفيذ مخططاته من خلال ترهل المؤسسة المخزنية و المعيش الاجتماعي و الأنساق الذهنية.
نص السلطان عبد الحفيظ " داء العطب قديم " الذي اشتغل عليه كل من الأستاذين أحمد التوفيق وعبد المجيد القدوري يستحق أكثر من قراءة ، حيث علاقة الداخل بالخارج في وقوع المغرب ضحية الاستعمار.و الأسباب في فقدان الاستقلال تعود جذورها إلى قرون خلت، التناقضات الداخلية هي العامل المسئول في فشل الإصلاح و السقوط في يد الاستعمار.
هل الرصيد الكولونيالي هل كله شر؟ فهو تناول تاريخ و حضارة و مجتمع المغرب بقراءة متحررة من كل الضغوطات. في سنة 1903 تم تأسيس البعثة العلمية الفرنسية بالمغرب و في سنة 1904 قام جورج سلمون و ميشوبلير بأبحاث مهمة حول المغرب، فيها نظرة تآمرية ،لكنها تراث طرح الأسئلة المعنية ضد نظرة الاستوغرافيا المغربية. و هنا نستحضر توثيق ميشوبلير لمؤسسة الأحباس بطنجة ، و جهد ميشوبلير حول قبائل حوض اللكوس في مجلة "أرشيفات مغربية" و "مجلة هسبريس" و "مجلة العالم الإسلامي" التي كان لها بعد و وظيفة ، لكنها كانت تضم قضايا علمية بحيث التعامل معها بمنطق علمي، والفرجة و التراث الشعبي بالمغرب - و التي كانت لا تهم المؤرخ المغربي- اهتم بها الفرنسيون عبر تجميعها.
وتبقى الأسئلة المؤجلة حول حقيقة ما وقع خلال و أثناء الحماية و بعد الاستقلال: الاختطافات،الصراعات بين حزب الشورى و الاستقلال و حزب الاستقلال فلا قيمة لاستقلال المغرب بدون ديمقراطية ، حيث اتهم محمد بلحسن الوزاني بارتباطه بالاستعمار. فهم جديد يطرح حول كيف تعامل المغاربة معه بالتخوين. هيئة الإنصاف و المصالحة قامت بعمل مهم لكنها لا تزال في منتصف الطريق، أرشيف هائل بين أيدي الباحثين لقراءته قراءة علمية هي المرحلة الحقيقية للمصالحة، توسيع مفهوم الوثيقة و المنهج و النقد المزدوج للأرشيف الأجنبي و الأرشيف التقليدي يمكن التصالح الحقيقي مع تاريخنا على حد تعبير الخطيبي .
تعليق المسير: ثقل الماضي بحاجة إلى معالجة نقدية علمية و دقيقة.
الدكتور بوتبقالت: ماذا حدث ؟ كيف حدث ؟ لماذا حدث ما حدث ؟ تاريخ المغرب لم يكتب بعد، هناك محاولات منفصلة و منعزلة و مبعثرة، توفقت و أخفقت، ليس هناك تاريخ محترم يحترم الأجيال الصاعدة.
سنة 1912 تم توقيع الحماية الفرنسية على المغرب في غياب إسبانيا. و كان آنذاك انهيار الدولة المغربية و تكالب استعماري شرس للظفر بالمغرب.اتفاقية 1904 أعطت السبق لفرنسا بعد رفع انجلترا اليد عن المغرب مقابل تنازل فرنسا عن أطماعها في مصر. و في سنة 1905تأتي زيارة كيوم الثاني الإمبراطور الألماني لطنجة للتدخل قصد الحفاظ على مصالحها في المغرب. و في سنة 1906 كان مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي فتح الباب أمام جميع الامبرياليات للتدخل في المغرب، و تأتي سنة 1911 ليحل التنافس الفرنسي الألماني بمنحها جزء من الكونغو الفرنسي.
و في ظل التنافس الاستعماري حول المغرب كان موقف المغاربة ضعيفا، في ظل وجود محميين قبل الحماية بالآلاف و الذين استعملوا وسيلة للتسرب للمغرب عبر العنصر المغربي.
و إذا كان للمغرب وجود كيان فالفضل يرجع للمرابطين و الموحدين بعد أن جاء الأدارسة بمفهوم المخزن( البنيقات) و جاءت المقاومات من طرف شخصيات جسدت مراحل الكفاح ضد المستعمر بخلفيات الجهاد و بعدها جاء الكفاح السياسي. و كانت الحركة الوطنية تدافع عن أسلوب التعايش مع الاستعمار و تطبيق ما جاء في معاهدة الحماية إلى أن تبين أن التعامل مع الاستعمار بالأسلوب الحضاري لا يفيد و أن الكفاح المسلح لاسترجاع الكرامة و المطالبة بالاستقلال. و قد اقترحنا تنظيم ندوة دولية بعنوان: "من الشتاء الكولونيالي إلى الربيع العربي" باستدعاء باحثين من فرنسا و إسبانيا و بلدان المغرب العربي.
مناقشة: تدخل أول : لمن يكتب المؤرخون المغاربة؟ لماذا تقرب المغرب إلى الثقافة الفرنسية و تم اختيار الفرنسية دون الاسبانية أو الانجليزية ؟ لماذا لم يتحرك الحس الوطني إلا سنة 1975؟ و لماذا لم يتحرك عندما طالب محمد الخامس باسترجاع موريتانيا؟ لماذا تم التضييق على العلوم السياسية و علم الاجتماع؟
تدخل ثان: سؤال حول الأسلحة الكيماوية في حرب الريف؟ و مشاركة المغاربة في الحرب الأهلية الاسبانية و نكباتهم في إسبانيا؟ و هل يمكن اعتبار الرواية الشفوية راصدة للذاكرة المغربية؟
د اليملاحي الوزاني : لا يوجد شعب متخلف و لكن شعوب لم تخضع للدراسة و التحليل، نحن أبناء الاستقلال و كنت أتمنى أن يطرح سؤال ما موقع القرن من تاريخ المغرب ضمن 12قرنا؟ هل المغرب بلد شائخ أم لا يزال يانعا و يمكنه أن يتطور؟ و يبقى المؤرخ بحاجة إلى وثائق تهم تاريخ الأسر
و المؤسسات و الأحزابللبحث عن الحقيقة. هل للمغرب مؤرخون؟ هل وتيرة المغرب عادية أم أنه يعاني من وعكة صحية؟
و جاءت ردود الأساتذة على مختلف الأسئلة و التساؤلات لتغني النقاش حول واقع المغرب و حول الجهود المبذولة على مستوى البحث الأكاديمي بغية إعادة كتابته كتابة علمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.