نظمت شبيبة العدالة و التنمية فرع طنجة يوم أمس الجمعة فاتح فبراير الجاري، ندوة رياضية، حول الواقع الأليم الذي عاشته و تعيشه الرياضة المحلية خاصة فرع كرة القدم بمدينة طنجة، حسب الجهة المنظمة. وأطر هذه الندوة، التي نظمت تحت عنوان "كرة القدم بطنجة بين الواقع والٱفاق المستقبلية"، بغرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بطنجة، كل من؛ حسن بلخيضر الكاتب العام الجديد لفريق اتحاد طنجة، وبسام العاقل الناطق الرسمي ل الترا هيركوليس، وسيف الدين النايب رئيس جمعية قدماء اتحاد طنجة، ومحمد افقير مستشار جماعي ولاعب سابق بالفريق، ومحمد الصمدي صحفي مهتم بالشأن الرياضي. وقد نحى النقاش في هذه الندوة التي عرفت حضورا لابأس به من الغيورين على كرة القدم بمدينة طنجة، منحى استتب في تشخيص الوضعية الحالية التي وصل إليها فريق اتحاد طنجة الذي يعتبر الواجهة الحقيقية للمدينة، ومقاربة المؤشرات الأولية للمكتب المسير الجديد. أبرز مداخلة في الندوة، كانت لبسام العاقل الناطق الرسمي لألترا هيركوليس، حيث تحدث لغة عاطفية بامتياز، تعكس حب الجمهور الطنجي للفريق، مهاجما المكاتب المسيرة السابقة، ومتهما إياها بتبادل الصفقات أثناء عملية انتخاب المكاتب المسيرة للفريق، مشيرا إلى أنه لم يكن معيار الالحاق بالمكتب المسير للنادي هو الكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية وحب فريق المدينة، وإنما على المحسوبية والزبونية يضيف المتحدث، كما وصف المكاتب السابقة بأنها تشكيلات سياسية مشبوهة تتكون من مجموعة من التسامييح والعفاريت نهبوا خزينة الفريق وتفننوا في إغراقها بالديون. وعزز العضو البارز في ألتراس هيركوليس اتهاماته، بتشخيص وضعية الفريق وبنياتها الإدارية، قائلا: إن مدرسة الفريق لا تقوم بالمسؤولية الموكلة إليها في احتضان الفتيان الموهوبين وتكوينهم وتخريج لاعبين مؤهلين، بقدر ما تقوم بالترفيه والرحلات للمنخرطين في مدرسة الفريق، كما أن اللاعبين الحاليين للفريق كثيرا ما يشتكون من تأخر تسديد رواتبهم الشهرية، فضلا عن غياب رؤية استراتيجية للنهوض بالواقع الكروي للمدينة. وفي رأيه حول المكتب المسير الجديد، قال بسام العاقل، إن الفساد داخل النادي لم يتوقف رغم البوادر الايجابية، والنوايا الحسنة التي أبداها عدد من الأعضاء، لأن الذين يملكون السلطة على المجال الرياضي لم يظهروا إرادة حقيقية لإعادة الأوضاع إلى مسارها الصحيح، بقدر ما قاموا بحلول ترقيعية لتهدئة غضب الجمهور ومحبي الفريق، مستدلا على ذلك بالقول "إن الظروف التي صاحبت انتخاب المكتب الجديد مشبوهة". مضيفا بأن الانتقادات التي توجهها ألترا هيركوليس بناءة نابعة من حب الفريق وغيرتها عليها، وهي انتقادات بناءة، وليست هدامة كما يريد أن يروج لها البعض. ولم يقف كلام العاقل عند هذا الحد، حيث وجه سهام النقد للإعلام المرئي وبالخصوص القناة الاولى والرياضية ودوزيم، حيث انتقد غيابها الكلي في مباريات الفريق، وحين حضورها يتم الاقتصار على أعمال الشغب التي يحدثها بعض الحاضرين في الملعب، الأمر الذي يرسم صورة سوداوية عن الجمهور الطنجي، وتصويره كأنه "جمهور مشاغب". من جهته، قال الكاتب العام الجديد للفريق، حسن بلخيضر، في مداخلته، بأن المكتب المسير الجديد وقف على العديد من الاختلالات، ويعمل على حلها أولا بأول، مؤكدا على أن المكتب الجديد جاء بشعار محاربة الفساد الاداري في فريق اتحاد طنجة، حسب قوله، وعدد بلخيضر، بعض الانجازات التي حققها المكتب الجديد، من بينها توفير حافلة في المستوى خاصة بالفريق لأول مرة، والعمل على إعادة فتح مدرسة اتحاد طنجة لكرة القدم، وإنجاز منتوجات خاصة بالفريق وتسويقها تجاريا في محلات رياضية خاصة بالنادي. من جهة أخرى، أجمعت باقي المداخلات على تشخيص أزمة الرياضة الكروية بالمدينة، معتبرين بأن اتحاد طنجة لكرة القدم يعاني الكثير من الاختلالات، أبرزها؛ فساد التسيير الاداري للفريق، وغياب التمويل القار للنادي، وعدم الاهتمام بالفئات الصغرى، وانعدام الحكامة التدبيرية. في المقابل، نوه جميع المتدخلين، بالعمل والتشجيع الراقي الذي يقوم به فصيل هيركوليس معتبرين بأنه جمهور عالمي يفتقر لفريق في مستوى التطلعات.