عرف المعبر الحدودي لمدينة سبتة يوم الثلاثاء الأخير ضغطا متواصلا من حيث الأفواج الهائلة من الراجلين والراكبين الذين توافدوا على هذه النقطة منذ الساعات الأولى من هذا اليوم لدخول سبتة التي تعيش حدثها السنوي REBAJAS، وقد بلغ مد السيارات التي كانت تنتظر دورها في العبور إلى حوالي الكيلومترين مما خلق نوعا من الضجيج والفوضى، وقد بلغ هذا المشهد أوجه في الساعة العاشرة صباحا حيث أشرفت هذه السلسة من السيارات التي بلغت مشارف سوق الفنيدق. وقد تزامن هذا اليوم الافتتاحي لهذه التظاهرة الاقتصادية مع يوم كانت جميع المصالح معطلة ونحن نحيي فيه ذكريات مع ماضي المقاومة والتحرير والانعتاق من المستعمر الغاشم، وهذا شجع الكثيرين من شتى الأقاليم والمناطق المغربية خصوصا من طنجة وتطوان وحتى من مراكش الذي هبوا عن بكرة أبيهم استجابة لنداءات متكررة سبقت هذا الحدث عبر شتى وسائل الإعلام الإسبانية التي أعلنت في حملتها عن عروض مغرية تصل إلى أكثر من 50 في المائة من التخفيضات على جميع المنتوجات الإلكترونية وخصوصا الألبسة التي تحمل شارات من ماركات عالمية مسجلة، وهذا ما يحفز الزبون المغربي على اقتناء هذه المنتوجات وهو متلهف وشهيته مفتوحة وهو يساهم في نجاح الرواج الاقتصادي داخل هذا الثغر المحتل في وقت تشهد فيه جميع المدن الإسبانية ركودا اقتصاديا غير مسبوق وهذا الذي يجعل الإسبان أكثر تشبتا وتعلقا بهذا الثغر المحتل. وفي يومه وتاريخه تكرر نفس المشهد على الجانب الآخر من مدينة مليلية المحتلة التي عاشت هي الأخرى ولازالت تعيش إلى حد الساعة وهي على صفيح ساخن وسواءا كانت سبتة أو مليلية يبقى الهدف واحدا وهو خلق رواج اقتصادي داخل الثغرين يقوم أساسا على تهريب الملايين من الدراهم التي ينتعش بها الاقتصاد الآخر وقد يؤثر سلبا على مخزوننا من العملة المحلية والعملة الأخرى التي بات اقتصادنا الوطني في أمس الحاجة للاستفادة من هذه المبالغ المالية المهولة التي تهدر، وقد أصبحت هذه الوضعية تطرح أكثر من سؤال حول عدم فعالية ونزاهة المصالح الجمركية بالنقطتين المذكورتين سواءا عند ولوج أو مغادرة النقطة العبورية. جريدة لاديبيش