قررت ليلى في ذاك اليوم،،، اليوم العالمي للمرأة أن تسهر في بيتها مع رضيعها وطفولتها رضيع ليلى في سنته الأولى يشبه الملاك تخلع ملابسه، تضم جسده العاجي إلى صدرها تقبله هنا وهناك،،، وتغني له عبد الحليم الحب عليك هو المكتوب ياولدي تجهز له حماما، تصب الماء الدافئ في البانيو لحد صرته، تحيط حوله بطاته وقواربه البلاستيكية تغسله، تلاعبه، تداعبه، وترتل اللازمة وهويتمتم هديل الحمائم بصوت ملائكي رن جرس الهاتف في الصالون أسرعت ليلى لتجيب رفيقة العمر،،، صديقة السراء والضراء تحمل إليها،،، عبرالأسلاك،،، نسائم الوطن البعيد والعادات نكهة الشاي المنعنع والطرب الأندلسي بركة الأم وشمس الاصيل أخذتها فوق بساط الحنين من قلب أوسلو إلى قلب تطوان حيث الماضي الدفين، وأجمل الذكريات تخبرها عن كل الصديقات المتزوجات منهن والطالقات وما تقوله الشائعات عن تسريحات الشعروآخر الانجازات سألتها عن الملاك ... ؟؟؟؟
قفزت ليلى من مكانها كمن لسعته أفعى البراري رمت الهاتف كما لو أنها كانت تمسك بجمرة ملتهبة انطلقت إلى الحمام بسرعة البرق وصلت ،،، متأخرة لحظات صرخت ،،، بصوت غير مألوف لا يشبه صرختها يوم الولادة، في العيادة بين أحضان الممرضات صرخة ليلى هذه المرة أوقفتْ عقارب الساعة هوت عليه بكل ثقلها، بكل أمومتها لتسترده توقف الزمن في بيت ليلى