المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي نبه الحكومة إلى تفشي الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال نبه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في تقرير استشاري حول التحقيق الفعلي لحقوق الأطفال، إلى تزايد انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والإدمان في صفوف الفئات الصغرى، مستندا إلى عدد من الدراسات والإحصائيات الصادرة عن مؤسسات وطنية. وقال مجلس نزار بركة، استنادا إلى تقرير للمرصد الوطني للمخدرات والإدمان بالمغرب، إن تلميذا بالثانوي من أصل خمسة سبق له تدخين سيجارة، وإن واحدا من أصل عشرة تعاطى القنب الهندي (الكيف)، و واحدا من أصل عشرة يتعاطى، حاليا، التبغ، وواحدا من بين ثلاثين يستهلك حاليا القنب الهندي، ونصف عدد تلاميذ الثانويات يعتبرون تعاطي المخدرات أمرا عاديا، في حين أن تلميذا من أصل ثلاثة بالمستوى الثانوي تلقى عرضا بتناول مخدِّر قرب المؤسسة التعليمية. وتحدث المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي عن سهولة الحصول على السجائر ومختلف أنواع المخدرات، مؤكدا أن الأبحاث التي أجريت في إطار المشروع المتوسطي لجرد استعمال المخدرات والكحول الأخرى الخاص بالمغرب، خلصت إلى انتشار ظاهرة استهلاك المخدرات في صفوف تلاميذ الثانوي المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و17 سنة بجهة الرباط-سلا خلال الموسمين الدراسيين 2006-2005 و2010-2009، كما خلصت إلى ارتفاع دال في نسبة استهلاك التبغ والكحول والقنب الهندي، مع انتشار ظاهرة مقلقة تتمثل في الشروع في تعاطي هذه المواد في سن مبكرة. وتناول المجلس مشكلا بالغ الأهمية يتعلق بالصحة العقلية للأطفال، خاصة في صفوف الفئة العمرية في سن 15 سنة فما فوق، حيث إن 26.5 في المائة من أفراد هذه الفئة أصيبت بحالة اكتئاب ويمثل انتحار الأطفال ظاهرة حقيقية، وإن لم تكن هناك إحصائيات حول حجمها. وألح المجلس، في تناوله لهذا الموضوع، على أن تراعي برامج الوقاية والعلاج المسطرة من قبل الحكومة، الصحة الجنسية والصحة العقلية للأطفال وأشكال الإدمان والتعاطي للمخدرات وسوء التغذية وأنواع التغذية التي تؤدي إلى السمنة أو النقص الغذائي والمشاكل الصحية الناتجة عن ابتلاع أو استنشاق المواد التي تؤدي إلى الاضطرابات الهرمونية والموجودة في المبيدات الحشرية والأسمدة والمواد الغذائية. وتحدث المجلس عن العنف الممارس ضد الأطفال مثل ظاهرة "خطيرة متفشية على نطاق واسع، تستوجب التوقف عندها وعدم التهوين من شأنها". ولخص أشكال العنف ضد الأطفال في استغلال الأطفال في التسول، والأطفال المستغلين لأغراض البغاء، والأطفال المستغلين في الشغل، إذ أشارت المندوبية السامية للتخطيط في بحث أجرته في 2013 حول التشغيل، إلى أن 86 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 7 و15 سنة يشتغلون، وضمنهم توجد "آلاف الخادمات الصغيرات السن" اللواتي يتعرضن لما يجمع كل المدافعين عن حقوق الطفل على اعتباره أحد أسوأ أشكال العمل.