تفاجأ الرأي العام المحلي بمدينة تطوان، من صيغة البيان الذي أصدرته كل من نقابة قطاع سيارات الأجرة والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب فرع تطوان، حيث استعملت في صياغة البيان لغة الشارع السوقية المنحطة التي لاترقى إلى مستوى المسؤول الجدي، حيث اخترق البيان خصوصيات الأشخاص ونعتهم بأخبث النعوت ، كأن المسؤولين عن قطاع سيارات الأجرة الصنف الثاني ملائكة منزلين "لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون" ، ضربا بالحديث النبوي الشريف عرض الحائط رغم أنهم يتكلمون بالآيات والأحاديث، الحديث الذي يقول فيه خطيب الأمة ورسول الرحمة "إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ادعوا على المشركين قال :إني لم أبعث لعانا أي ولو على جماعة مخصوصة من الكافرين، فما بالكم يا أيها المسؤولون عن قطاع سيارات الأجرة إن كانوا مسلمين، فأنتم الذين تحملتم مسؤولية مراقبة هذا القطاع لا تتصفون بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار البناء، من أجل الوصول إلى مبتغاكم الذي تسعون إلي تحقيقه. لكن ليس بالسب والقذف والتهجم على الأشخاص والإعلاميين ووصفهم بأخبث الأوصاف التي أنتم منزهون عنها، ولا تقبلون بالرأي والرأي الأخر حيث تهاجمون بشراسة كل من أنتقدكم أو نصحكم، "والنصح خير". إن مجرد قراءة البيان الذي هو بمثابة حربا شاملة انصرف أو غادر معركتها ثلة من المهنيين الذين لم يشاركوا في هذه الحملة لغاية في نفس يعقوب، لم يتم التعرف عليها بل ذهبوا لحال سبيلهم ولضمان قوت العيش لأولادهم. ومن جهة أخرى يطرح الرأي العام المحلي بصفة خاصة والوطني بصفة عامة عن الظرفية والتوقيت الذي اختارته النقابتين لخوض هذا النوع من الاحتجاج ضد السلطة التي نحن لسنا مدافعين عنها ولا عن غيرها؟ بل هي أسئلة يتداولها الرأي العام، حيث أستغل المكتبين الظرفية الانتخابية وكذلك الزيارة الملكية الميمونة للمدينة، وهذا التصرف الغير الأخلاقي الصادر عن هؤلاء المسؤولين عن قطاع سيارات الأجرة من تعليق المنشورات على زجاج سيارات الأجرة قد يعجل برحيل سيدنا وضيوفه من المدينة نظرا لعدم احترام قدومه وعوضا عن الترحيب به تم استقباله بهذه الطريقة لتي لم تكن معروفة عن أهل تطوان والنواحي أهل الرأي السديد والحكمة. ولهذا وقبل ختم هذا المقال الذي هو عبرة تذكر النقابة التي تطفلت علينا بعدما تم نشر الموضوع الذي صار يعرف "بباشا مدينة تطوان يحارب العشوائية في قطاع سيارات الأجرة الصغيرة" تهجمت علينا هذه الأخيرة ووصفتنا بأوصاف نستحي من قرئنا الكرام ذكرها، رغم ما يقدم عليه البعض وليس كل سائقي سيارات الأجرة الصنف الثاني من خروقات لا تغتفر، من عدم تشغيل العداد، ورفع الأثمنة حسب هواء السائق خصوصا حين يعلم بأن الزبون ليس من مدينة تطوان، وهذا الأمر لم تحاربه النقابة أو تعمل على مراقبة العداد والتحسين من مستوى الخدمات. وختاما وكي لا نطيل على الرأي العام نقول وبكل صراحة لهاتين النقابتين إذا أردتم ان نتشارك الحوار والآراء أو تزودونا ببيان حقيقي تدونون فيه مطالبكم من أجل مناقشتها، ولا تنسوا بأننا نستدل بقوله تعالى {إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما}.