*بينما تكاد تخرج احتجاجات البطون الجائعة عن السيطرة في أغلب هوامش مدن جنوب إفريقيا في زمن كورونا تنديدا بغياب أية مساعدات اجتماعية، بينما تتهاوى أثمنه البترول في السوق العالمية ضاربة عرض الحائط كل التنبؤات الاقتصادية لجارتنا الشرقية الجزائر، بينما تنتظر شعوب البلدين السالفي الذكر رد فعل سريع اتجاه الوباء و حزمة إجراءات استباقية كما هو الحال بالمملكة الشريفة ،تأبى بوصلة مسؤولي خصوم وحدتنا الترابية إلا ان تتجه كما العادة عكس التيار و عوض الانكباب على مشاكلهما الداخلية ، يحاولون نسف كل المبادرات المغربية لرص الصفوف و تقوية جاهزية القارة الإفريقية في مواجهة الفيروس القاتل و ما يطرحه من أسئلة استعجالية تهم مصيرنا الوجودي بالقارة السمراء. مناسبة هذا الكلام هو السعار الديبلوماسي و الإعلامي الذي انتاب خصومنا بعد -محادثات جلالة الملك محمد السادس مع ألاسان واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، و ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال حيت اقترح جلالته إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الإفريقية تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الإفريقية في مختلف مراحل تدبيرها للجائحة ويتعلق الأمر بمبادرة واقعية وعملية تسمح بتقاسم التجارب والممارسات الجيدة لمواجهة التأثيرات الصحية والاقتصادية والاجتماعية للجائحة *. بقدر ما لا يتسع المجال أبدا للتذكير بمختلف المبادرات التي أطلقتها المملكة الشريفة اتجاه افريقيا عبر التاريخ القريب و البعيد ،بقدر ما وجب التأكيد على هذا الالتزام هو دائم و متجدد بل يتقوى أكثر الآن بفعل الرؤية الملكية التاقبة جنوب جنوب ، حيث الشراكات متواصلة ليس على منطق المصلحة الخاصة بل المشتركة و المستدامة ، حيث بالرغم من الموجة العالمية الآنية حيث كل الدولة منهمكة في تدبير مشاكلها داخل حدودها الجغرافية الخاصة، جلالة الملك يسجل موقفا سيبقى مشهودا و يدعو إلى رص صفوف القارة في مواجهة الجائحة و تداعياتها المستقبلية، و هذا ما يغيض الخصوم و يجعلهم في كل واد يهيمون خصوصا بعد المكاسب الديبلوماسية الأخيرة الغير مسبوقة و المتمثلة في افتتاح العديد من دول جنوب الصحراء لسفارتها و قنصلياتها بمدن الصحراء المغربية مما شكل تجسيدا حقيقيا لقوة الشراكات التي نسجها المغرب مع العمق الافريقي من خلال الزيارات العديدة التي قام جلالة الملك محمد السادس لدول افريقيا جنوب الصحراء. ما لا يعرفه خصومنا أن المغرب هو الدولة المغاربية الوحيدة حسب شارل سان برو مدير معهد الدراسات الجيوسياسية بباريز l'OEG التي لم تقطع وصال علاقاتها إطلاقا منذ 12 قرن متتالية مع دول جنوب الصحراء ،ما لا يريدون تصديقه أن المغرب تحول إلى مشتل لإنجاب النخب الإفريقية الشابة و هم بالتأكيد قادة و أطر المستقبل ،حيث وتقت أكثر من 42 دولة افريقية في منظومة التربية و التكوين المغربية و أضحت الجامعات و معاهد التكوين المهني تستقبل أزيد من 8000 شاب و شابة افريقية يستفيد جلهم -6500- من منح مالية مغربية لمتابعة مشوارهم الدراسي.ما لا يريدون تصديقه هؤلاء الخصوم أن المغرب ماضي بعزم نحو أجرأة كل الاتفاقيات و البروتوكلات الموقعة – أزيد من 1000- مع البلدان الإفريقية و في شتى المجالات- :التنمية البشرية ،الطاقة ،البيئة ،تكوين المرشدين الدينين،محاربة التطرف و الجريمة المنظمة، منطقة التجارة الحرة الإفريقية ……. حقيقة وسواء بلغة الأرقام وتقارير معاهد الدراسات الدولية أو بلغة الواقع الذي لا يعلى عليه سيظل المغرب بفضل حنكة و بعد رؤية جلالة الملك محمد السادس أفضل شريك و سند للقارة الإفريقية عبر التاريخ و الأزمنة و لا عزاء للحاسدين. *مقتطف من بلاغ الديوان الملكي . *رئيس جمعية مدينتي للتضامن الافريقي بمرتيل