قدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أوراق ترشيحه رسميًا لولاية رئاسية رابعة، وقدم تصريحًا عن ممتلكاته القليلة، ما أثار سخرية المغردين. الجزائر: احتفل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الأحد بعيد ميلاده السابع والسبعين، لكنه رغم ذلك مصر على الترشح لولاية رئاسية رابعة، حتى أنه قدم ترشيحه الاثنين. وبث التلفزيون الجزائري في نشرة اخبار الساعة السابعة (6:00 تغ) صورًا للرئيس بوتفليقة يتحدث للمرة الأولى منذ ايار/مايو 2012 اثناء تقديم اوراق ترشحه لولاية رابعة لرئيس المجلس الدستوري. واظهر التلفزيون الجزائري بوتفليقة جالسًا وامامه رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي. وخاطبه قائلاً " جئت لأسلم عليك اولًا، وفي الوقت نفسه أقدم ملف ترشحي وفقًا للدستور ولقانون الانتخابات"، وذكر بوتفليقة امام رئيس المجلس الدستوري أنه يتقدم للرئاسة وفقا للمادة 74 من الدستور التي تنص على أن عدد الولايات الرئاسية غير محدد. كما اظهر التلفزيون الرئيس يوقع بيان ايداع الترشح، كما فعل المرشحون السابقون، بينما لم يظهره واقفًا. أين الأرصدة؟ والتزامًا بما ينص عليه القانون الجزائري المتعلق بنظام الانتخابات، أفصح بوتفليقة عن ممتلكاته. فهذا القانون يلزم كل مرشح للرئاسة بالتصريح عن كافة الممتلكات التي يحتكم عليها. وانتشرت وثيقة على مواقع التواصل الاجتماعي، تصور تصريح بوتفليقة بما له. غير أنها اقتصرت على بيان بالعقارات والسيارات التي يملكها السيد الرئيس، من دون أي ذكر للأرصدة المالية في مصارف جزائرية أو دولية، بالرغم من أن ثروته المالية قدرت في العام 2012 بنحو مليار دولار على الأقل. سكنان وشقة وسيارتان بحسب التصريح المنشور، لبوتفليقة ممتلكات عقارية، تضم سكنًا فرديًا في سيدي فرج، بحسب عقد مسجل تحت الرقم 226 بتاريخ 11 تشرين الثاني (نوفمبر) 1987، وسكنًا فرديًا في شارع لاروشال بالجزائر العاصمة، بحسب الدفتر العقاري رقم 7068/07 المؤرخ في 11 كانون الأول (ديسمبر) 2007، وشقة أخرى عنوانها 135 شارع الشيخ البشير الابراهيمي – الابيار بالجزائر العاصمة، بحسب الدفتر العقاري رقم 2939/07 المؤرخ في 26 حزيران (يونيو) 2007. وفي الممتلكات المنقولة، ذكر بوتفليقة في تصريح أنه يملك سيارتين، خاتمًا بأنه لا يملك غير ما تم ذكره، لا في داخل البلاد ولا خارجها. تغريد ساخر وأثارت هذه الوثيقة سخرية الكثيرين على تويتر، فقال سميراميس مثلًا: "هل نحن في الأول من آذار (مارس) أم في الأول من نيسان (أبريل)"، غامزًا من قناة كذب الرئيس وكأنها كذبة الأول من نيسان. ورد عليه زين العابدين بو عشة قائلًا إن كذبة آذار (مارس) أكبر من كذبة نيسان (أبريل). ووصفته المغردة ساميا مرباقي ساخرة بأنه (الخليفة) عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، بينما أكد عبد القادر بن أللال أن هذه الصفحة الأولى من 10 صفحات يضمها التصريح، ولم تنشر. 60 الف توقيع ويفرض القانون جمع ستين الف توقيع من المواطنين المسجلين في القوائم الانتخابية أو 600 توقيع لاعضاء في المجالس المنتخبة في البلديات أو الولايات أو البرلمان. وبوتفليقة (77 عامًا) الذي يحكم الجزائر منذ 1999، ترشح لولاية رابعة رغم مشاكله الصحية التي تغذي الشكوك بشأن قدرته على ادارة البلاد. وفاز بوتفليقة في آخر انتخابات رئاسية في 2009 باكثر من 90% من الاصوات امام خمسة مرشحين. وسبق أن اودع اربعة مرشحين وثائقهم للمجلس الدستوري وهم رئيسة حزب العمال لويزة حنون، ورئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، ورئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد ورئيس حزب التجمع الجزائري علي زغدود، بينما ينتظر أن يقدم رئيس الحكومة الاسبق علي بن فليس الثلاثاء اوراق ترشحه، بحسب ما اعلنت ادارة حملته. وتبدأ الحملة الانتخابية في 23 اذار (مارس). قطيعة نهائية واعلن رئيس الحكومة الاسبق احمد بن بيتور الاثنين انسحابه من الانتخابات معتبرًا أن "قوى التزوير ستنتصر" مرة أخرى. وقال بن بيتور، وهو اول من اعلن ترشحه قبل 15 شهرًا، "لقد اتضح لنا بجلاء أن انتخابات 17 نيسان (ابريل) 2014 سوف تكرس القطيعة النهائية للسلطة القائمة مع عموم المواطنين". واضاف في تصريح مكتوب ارسله لوكالة فرانس برس: "الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع أن صناديق الانتخابات لن تكون الا مغالطة وقرصنة (...) ومرة أخرى ستنتصر قوى التزوير". وتابع: "تلك هي الدوافع التي تدعوني إلى أن اعلن عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة والتعبير عن تضامني الفعال والمطلق مع شركائي السياسيين الذين نادوا بالمقاطعة". ومن جهته، اعتبر المرشح الرئاسي القائد السابع للقوات البحرية الجنرال محند الطاهر يعلى أنه لن يشارك في الانتخابات "المزورة مسبقًا" لصالح الولاية الرابعة لبوتفليقة. وبحسب هذا الجنرال، فإن " مافيا رهنت البلد لتستمر في السلطة مهما كان الثمن".