رغم جدية ومشروعية الموقف المغربي بخصوص النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، نسجل بكل حسرة الهدر والانتكاسة التي تصاحب جسد الدبلوماسية المغربية التي تنم عن حاجتها لتداريب مكثفة في مجال حشد التأييد وبناء الخطاب المنطقي والحجاجي المضاد لتفنيد ادعاءات أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وتجسد غياب العزم والتصميم والحكمة الدبلوماسية لدى صانع القرار الدبلوماسي البرلماني خصوصا، الذي يسهل ضياع الحق المغربي في ترابه ويساعد المناوئين للوحدة على تحقيق مكاسب تلو الأخرى في محفل البرلمانات الدولية. إن تربة الدبلوماسية المغربية غير خصبة من اجل إنتاج ثمار دبلوماسية برلمانية ناجعة، تستطيع أن تنافس وتصارع مناورات دبلوماسية منافسة في سوق السياسة الدولية، وهو ما يؤكد يقول رئيس المركز الوطني للتنمية والوحدة الترابية السيد الطاهر أنسي " الأدوار الشكلية وغير المهيكلة للبرلمان المغربي، وتصاعد أطماع الجزائر والبوليساريو في السيطرة على الصحراء المغربية واتخاذها مشروعا للمبادلات السياسية الدولية، وما يؤكد أيضا هدر المال العام المغربي في الوقت الذي تزاد مديونيته وتراجع مؤشرات النمو". وفي تحليله لعائدات الدبلوماسية المغربية قال السيد الطاهر أنسي " إن الدبلوماسية المغربية تقدم أساسا خدمات غير وطنية، فهي مشروع يتخذه بعض الأشخاص لاكتشاف العالم وبناء علاقات خاصة على مستوى دولي وازن بتكلفة 8 مليون درهم سنويا، وهي ميزانية لإعادة تأسيس دولة، وأنا كفاعل في المجتمع المدني أحتاج فقط 1 مليون درهم لأجعل العالم يقر بوحدة المغرب الترابية ولأورط أعداء المغرب في الإرهاب الدولي، وستمكنني أيضا من بناء اتحاد مغاربي حقيقي". إن الشعب المغربي لم يعد يرضى الدبلوماسية البرلمانية الواهنة بل و أصبح يمحقها، خاصة وأن الزمن الراهن لن يمهلنا في نهج أساليب الاستكانة، والضرورة تسترعي نهج التوافقات والإجماع حول منطق اشتغال الدبلوماسية، لأن وحدة الوطن وسلامة المواطنين يجب أن تظل بمنأى عن أي صراعات سياسية حزبية ضيقة حتى لا تضيع الجهود، كما إن اعتماد الحكمة وإضفاء البعد الاستراتيجي على الممارسة الدبلوماسية كفيل بأن يحقق العديد من النجاحات التي تصب في خدمة القضية الوطنية، وبالتالي يستوجب الأمر القيام بمراجعات شاملة في العلاقات الدبلوماسية الخارجية، والتأسيس لها بالشكل الذي يخدمنا بعيدا عن التنازلات والتعامل بمنطق القوة وهجر عقدة الإحساس بالضعف أمام الأخر، لأن الأساس المرجعي للعلاقات الدولية هو احترام السيادة والمساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والأمن والسلم الدوليين. الطاهر أنسي رئيس المركز الوطني للتنمية والوحدة الترابية 0661519839