أحيت الطريقة الصوفية العلوية المغربية، بتنسيق مع نقابة الشرفاء الادارسة، يوم السبت 10 ذو القعدة 1440ه الموافق ل 13 يوليوز 2019 م، احتفالها السنوي بموسم مولاي إدريس الأكبر و الذي يدخل في إطار مشاركة الطريقة في موسم مولاي إدريس الأكبر الذي ينظم تحت الرئاسة الشرفية لمولانا أمير المؤمنين محمد السادس نصره الله و أيده، حامي الشرفاء وراعي التصوف بالمملكة الشريفة. و شعار احتفال هذه السنة هو الآية الكريمة " الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ " لما تحمله من تربية وتوجيه نحو آل بيت النبوة ، وأبناء السيدة البتول ، أم العترة بضعة الرسول. و في تصريح صحفي باسم اللجنة المنظمة ، أكد مقدم زاوية الطريقة الصوفية العلوية المغربية بمدينة مكناس السيد الحاج المصطفى مفليح أن الاحتفال نداء لروح المحبين للرسول وآله وللمنتسبين، لصلة الرحم والتراحم، والذكر والتذكير والمذاكرة وغرس المحبة في القلوب. و انطلق الحفل من ساحة المدينة بعد صلاة العصر حيث تجمع الحاضرون و انطلقوا مشيا على الأقدام يتقدمهم فضيلة الشيخ الشريف سيدي الحاج سعيد ياسين و مقاديم الطريقة الصوفية العلوية ومريديها ومنتسبيها ومحبيها و الضيوف الكرام ، متوجهين نحو ضريح مولاي ادريس رضي الله عنه ، وحناجرهم تصدع بالذكر والمدح لخير البرية صلى الله عليه وآله وسلم. بجوار الضريح أحيت الطريقة أمسيتها الروحية بتلاوات عطرة ، ووصلات من المديح والسماع، و اقيمت حضرة ربانية بذكر القيام ، خشعت فيها القلوب واهتزت الأبدان والوجدان، شوقا لله جل جلاله (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ )، ثم كلمة نورانية ربانية محمدية ألقاها فضيلة الشيخ خاطب بها قلوب الحاضرين ، تجديدا للإيمان، ورفعا للهمة، مذكرا فيها بمقام مولاي ادريس وبعض الشذرات من سيرته العطرة ، منبها على اهمية قربه من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومذكرا حفظه الله برحلة مولانا ادريس من المشرق إلى المغرب ، وما تحمله من دلالات روحية ربانية تجديدا لأمر الدين بالمغرب ، وليؤصل للنسب المحمدي الشريف بالمغرب إلى يومنا هذا مع العرش العلوي المجيد، في ظل عهد سليل الدوحة النبوية الشريفة، مولانا أمير المؤمنين، و الراعي السامي للتصوف و الأشراف، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله و أيده بنصره المبين ، كما ختم كلمته بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين وأن يحفظه في ولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن و يشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد و باقي الأسرة الملكية الشريفة ولوطننا العزيز بالحفظ والسلامة والعون والتوفيق. بعد ذلك مباشرة توجه الجمع مشيا على الأقدام بالذكر والصلاة والسلام على سيدنا الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى دار السيد نقيب الشرفاء الأدارسة ، للسلام عليه وصلة الرحم مع بيت الأشراف الأدارسة ، وبه تمت تأدية وصلات من المديح والسماع ، كما قدم السيد نائب الناطق الرسمي للطريقة ، ملفا يحمل تقرير بعض الأنشطة السابقة للطريقة للسيد نقيب الشرفاء الأدارسة ، كما تم التقاط صور للذكرى مع السيد النقيب. و في القبة الحسنية المجاورة للضريح، احيت الطريقة ليلة ربانية مباركة وبها تمت قراءات من الذكر الحكيم ، وامداح نبوية عطرة نتج عن الوجد والتواجد بها اقامة حضرة ربانية مباركة ، استشعر فيها الحضور عظمة الحضرة الربانية. تبعا لذلك ألقى سيدي شيخ الطريقة كلمة ختامية ذكر فيها الحضور بأهمية ملازمة الذكر والحضور مع الله ، والتحذير من خطر الغفلة والبعد عن الله ، وأن لا يتكاسل المريد عن أداء ورده اليومي ، كما نبه على أن لا يغفل الذاكر عن أموره الدنيوية أيضا ، وأن لا يتكاسل فيها هي أيضا ، شرط أن لا يغفل بها عن الله ، ومن ثم مباشرة ختمت الليلة الربانية بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالنصر و العز و التمكين وان يحفظه في ولي عهده الامير مولاي الحسن و أن يحفظ الله الوطن والدين.