” تواصل الضو ، دّاهم الريح ،، بهذه الجملة التبريرية الغريبة و التهكمية يجيبك المسؤول الكبير و الرئيس الأول المكلف بتدبير شؤون وكالة الخدمات للمكتب الوطني للكهرباء بجماعة دار بنقريش ، حينما تجتمع به لتبلغه عن معاناتك مع مشكلة عدم التوصل بالفواتير الشهرية عن استهلاكك الشهري للكهرباء . فيجيبك بسخرية و تهكم ان الفواتير بعد أن أودعها الموزع بمكانها هبت عليها ريح عاصف و طيرتها في الهواء ، فيخيل اليك ان فواتير الكهرباء للوكالة المعنية فعلا قد اصبحت جزء من اسطورة بساط الريح ، و علاء الدين و المصباح السحري ، و علي بابا و افتح يا سمسم .. و هلم جرا. و أن هناك فعلا مسحة من الخيال و الفكاهة تعلو اسلوب كبير ” مولين الدار “ الذين يسهرون على الامور بالوكالة المذكورة ، و بالتالي فلا تتعب نفسك في انتظار الاجوبة الجدية و المسؤولة ، و ايجاد الحلول لمشكلاتك خصوصا ما تعلق منها بالفواتير سواء في مبالغها التي تجعل الحد الادنى للاستهلاك (المينيموم) محددا بين عتبتي 57 و 73 درهم او في عدم توصيلها للمستهلك حتى يكون عن بينة من أمره . فالكل في الدار خيال في خيال و اشياء هلامية من عالم أليس و بلاد العجائب . و الواقع ان الجملة التي يجيبك بها السيد المسؤول كما أنها غريبة و مضحكة ، و لا تليق أسلوبا اداريا لحل مشاكل الزبناء و انصافهم ، بل فقط للمزحة و التفكه و الضحك ، فهي ايضا تكاد ترقى الى مصاف الغابة التي تخفي ما وراءها من تبرير مشين لسلوكات غير قانونية و فاسدة لبعض العاملين بالوكالة ، و النكت و المستملحات التي يمكن أن يتندََّر بها الناس في مجالسهم و تدخل مجرى التاريخ ، و خاصة تاريخ وكالة الخدمات بن قريش الفريد من نوعه ، و لما لا تصبح كذلك في دار بنقريش حينما يطلع الناس على سياقها المأساوي و اسباب ورودها كما يقول اصحاب الرواية !! و الخلاصة انك تشتم رائحة من التهكم و الاستهتار بالمواطن ، و سوء معاملة و عجرفة في الخطاب حينما تدفعك الضرورة لتجلس أمام المسؤول الاول في الوكالة لتناقش معه او تفاوضه في ايجاد حل للظلم الذي يلحقك جراء انعدام الجدية و السوء التدبير الذي يشوب هذه الايام طريقة معاملة الزبناء و حماية حقوقهم و معالجة مشاكلهم في الوكالة المذكورة كطرف اساسي في العقدة المبرمة بينهم و بينها .