مطيع الغسال، فنان متعدد الأبعاد؛ فهو أستاذ للتكنولوجيا التطبيقية، وصاحب مشروع "الفن التقني" الذي يسعى إلى صياغة الأشكال الهندسية، والمفاهيم العلمية إلى أشكال فنية وجمالية. ساهم في العديد من المعارض الفنية بصورة فردية أو جماعية، آخرها المعرض الفني الفردي منذ عام والذي استحسن النقاد الرؤية الجمالية في صياغة الأشكال الهندسية في لوحاته. استعدادا للمعرض الفني الذي سينظمه بعد أيام قليلة، التقيناه فسألناه عدة أسئلة هذه إجاباتها ... 1 - سؤال: كيف كانت بدايات اشتغالك بالفن التشكيلي؟ إن بداية اشتغالي بالفن التشكيلي كان له ارتباط وثيق ومباشر مع ميدان اشتغالي كأستاذ في معهد التكنولوجيا التطبيقية بتطوان، هذا الاشتغال جعلني أستلهم الكثير من التعابير الفنية أو ما يصطلح عليه باللغة التشكيلية من التعايش اليومي والمسمر مع الأشكال الهندسية والزوايا التي تدخل في صميم العمل اليومي مما جعلني أطرح مجموعة من الأسئلة حول مدى استغلال هذه الأشكال وصياغتها صياغة فنية وتشكيلية. 2 - سؤال: كيف تتصور الفن التشكيلي انطلاقا من تجربتك الشخصية؟ من خلال التجربة الشخصية وعلاقتي بعالم التشكيل بصفة عامة، فإنني أتصور الفن التشكيلي عبارة عن صيرورة دائمة ومتواصلة من خلال المزج بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي وهو ما يكون أشبه بين المد والجزر. 3 - سؤال: ما هي المضامين التي تشتغل عليها تشكيليا؟ يمكن أن ألخص المضامين الفنية التي أشتغل عليها في عنوان عريض يمكن أن نطلق عليه مجازا "الفن التقني"؛ فمن خلال التأمل في جميع اللوحات تلاحظ بشكل جلي وواضح هذا التمازج بين الزوايا المختلفة والمتتاليات الهندسية في محاولة مني إعطاء جمالية وفنية لمواضيع ومضامين علمية وهو ما يجعلني بشكل مستمر أن أخلق ذلك التناغم بين الفن والعلم. 4 - سؤال: هل ما زلت تعتقد أن الفن التشكيلي يمكن أن يقدم خلاصا فنيا للعالم أمام طغيان البشاعة؟ يمكن أن أقول لك يا أخي بكل صراحة إن الفن كان دائما وسيبقى خلاصا أو ملاذا للعالم من بشاعة فجميع الأشكال الفنية سواء الموسيقى، المسرح، أو التشكيل كان في الأساس آلية بشرية إبداعية لمواجهة بشاعة العالم حسب عبيرك، فالفن هو عبارة عن بقعة ضوء وسط الظلام الحالك الذي يحيط بنا ويجعلنا نعبر عن دواخلنا ونسرد آمالنا وآلامنا أمام هذا العالم. 5 - سؤال: ما هي الرسالة التي تتصور أنك ترسلها إلى المتلقي لأعمالك الفنية؟ الرسالة التي أوجهها إلى المتلقي تتلخص في جعل هذا التوجه الفني الذي اخترت المضي فيه فنا ذا أسس جمالية وإبداعية؛ فمن خلال هذه اللوحات أحاول أن أقرب المفاهيم العلمية والهندسية وأحولها إلى تعابير فنية ذات قيمة جمالية وإبداعية. وبالتالي التأسيس إلى فن تشكيلي تقني، وكل ما أطمح إليه هو جعل هذه اللوحات مستساغة فنيا كما أرحب بجميع الانتقادات والآراء لأنها ستمكنني لا محالة من مواصلة العمل في هذا المشروع التأسيسي وبذل مجهودات أكثر في هذا المجال.