يبدو أن ما تحقق بواد لو قد أثار حفيظة أعداء هذه المنطقة وأعداء التنمية أينما كانت أو برمجت أو كانت مجرد فكرة لم تنطلق بعد على أرض الواقع، ظانين وفي الظن إثم أن التغيير بالطعن في كل ما هو جديد وبالوسائل المنحطة والدنيئة ،هي السياسة، أو ممارسة السياسة حسب فهمهم الضيق وجهلهم لأهم قواعدها التي لا يتخلى عنها أي ممارس متخلق في ظل مبادئ قيمة وقواعد تحكمها وتتحكم فيها، ومنها طبعا الصدق والواقعية وحسن التصرف، قبل الإقدام على قرارات أو اتهامات مجانية ومجانبة للصواب، لم تحسب لها عواقبها التي تنتج عن ذلك ومن منطلقات غير مقنعة انعكاسات تضع كل الحسابات والأحكام الجاهزة والمسبقة محل تساؤل ولا تعدو أن تبقى مجرد نصف الحقيقة. إن الانتفاضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعيشها واد لو وكما سبق وأن اعتبرت بوابة الشمال الغربي ، وحاضنة التنمية بمنطقة بني سعيد بالدرجة الأولى، لم تأت اعتباطيا ولم تكن هكذا مجرد عمل عشوائي بل هي وليدة قرارات وتوجيهات سامية لإخراج المنطقة برمتها من الوضع المتردي التي كانت تعاني منه لعقود، وعبرها الامتداد والوصول إلى أبعد نقطة من حزامها الساحلي وفق استراتيجية محكمة ودقيقة في التصور والتخطيط والتنفيذ. ولا داعي هنا لتعداد أولى اللبنات وما تلتها من منجزات هامة وفي ظرف وجيز انطلقت شرارتها منذ الزيارة المولوية الأولى لتلك الربوع، ولا داعي لذكر ما خلفته من انطباعات جيدة مستحسنة لدى العديد من المواطنين هناك، إن لم نقل لدى المغاربة قاطبة، ومختلف المنظمات التي تهتم بالتنمية البشرية الإنسانية وتحسين ظروف العيش، ولا مجال لتكرار ذلك مادامت أن العزيمة قوية للسير قدما في تحقيق المزيد وفقا للدستور الجديد ومقتضياته التي نصت على حسن التدبير والحكامة الجيدة وربط المسؤولية بالمحاسبة، لضمان حقوق المواطنين وكرامتهم فأضحت فوق كل اعتبار ومن أولوية الأولويات لترسيخ التنمية قاعدة ثابتة لا رجعة فيها. ويكفي بمراجعة كل ما وثق في هذه المرحلة للوقوف جليا على مدى حسن النية لدى كل الجهات المسؤولة في مواصلة إنعاش المنطقة بشتى الوسائل الكفيلة للرفع من إيقاع ومستوى عجلة النمو، بالشراكات المتعددة ونسج العلاقات واتخاذ القرارات الجريئة والالتزام ببرنامج محكم تتشارك فيه الجماعة والدوائر العليا والمؤسسات ذات الاختصاص للم هذه المنطقة في حلة يرضاها وترضاه كل الجهات المعنية لتخلف الارتياح لدى الساكنة والتشجيع على المزيد من تحقيق ما تصبو إليه من رقي وطمأنينة مع الحفاظ على الطابع الأصلي الذي يميزها. وإذا كان من تقييم لكل ماذكر، فيجب الاعتماد على آليات رصد هذه الهزات التي أخرجت واد لو من الظلمات إلى سبيل واضح المعالم وشفاف، لا من خلال أحقاد خاوية للنيل من أي جهة أو شخص مادامت المسؤولية مشتركة والعمل عمل جماعي تشاركي تتداخل فيه مبادرات كل تلك الأطراف.. ولا من خلال توظيف طرهات هي في حسبان نوايا سيئة لأشخاص بعينهم كانوا بالأمس، يتاجرون في تهجير البشر وبدافع الفشل الذي صاحبهم طوال مشوارمليئ بالانزلاق والتكالب والنصب والاحتيال على المواطنين السذج لايعدو أن يبقى لدى المتفطن والمواكب لمسيرة واد لو أو المنطقة برمتها مجرد تطاول في محاولة يائسة للمس بمكتسبات تحققت رغم أنف الحاقدين والرافضين لكل أشكال هذا التغيير، فالكل يعلم نوايا ودوافع مجموعة من الأشخاص كان من المفروض بل ومن الواجب عليهم، مواكبة هذه التغييرات بالالتجاء للنقد البناء والاعتماد على قنوات التواصل الواضحة والبريئة من كل دافع مصلحي انفرادي ليس إلا، ولا بغرض الابتزاز ووضع العصا في العجلة، وإلا بما ماذا سنفسر إقدام شخص على محاولات النسف واستئجار معاول الهدم وهو أول من يخالف القانون؟؟، أوبطرق ملتوية يشيد في تحد صارخ مرآبا على قارعة الطريق الرئيسية التي تربط بين واد لو و بني سعيد دون ترخيص ولاهم يحزنون، أو التسرع في إطلاق اتهامات ضد الجميع بما في ذلك المسؤول الأول بالولاية بدعوى عرقلة مشروع قبل أن تفصل الوكالة الحضرية في الموضوع علما أنه يعود لها الفصل بمعية الجماعة في مثل هذه القضايا، وكم كان الرد لائقا خلال الدورة الأخيرة للجماعة للإفصاح عن العديد من القضايا والتي تعلقت كذلك بأحد ملفات البناء الذي تسرع صاحبه في إطلاق رصاصات التشويش بدل الانتظار والإطلاع على رأي المصالح الاستشارية والذي تبين معه أن الأمر يتعلق بتأجيل وليس الرفض. فهل يحق للمرء أن يفتري حقائق مفبركة ضد المصلحة العامة؟ ويتسلق عالم السياسة بمثل هذه التصرفات، وهل سيفلح أي كان في مسار سياسي واهم مبني على الأكاذيب وبالمس بالأشخاص وبالأعراض، بدل الاحتكام للعقل والتروي ونبذ المصلحة الذاتية؟؟ إن السياسة أخلاق وسلوك قبل كل شيئ، وما هكذا تورد الإبل !!! علي ابن الحسين