شغف المغاربة بوسائل الاتصال لم يحده ارتفاع الأسعار ولم يشكل عائقا أمامه، بل إن قطاع الاتصالات في المغرب يشهد قبولاً وارتفاعاً من حيث الاستعمال عاماً بعد عام. فقد كشف تقرير الاتحاد العالمي للاتصالات مؤخرا أن المغرب هو ثالث دولة عربية من حيث ارتفاع أسعار المكالمات بعد كل من اليمن وإثيوبيا، إذ جاء في الرتبة 117 عالمياً من بين 165 دولة خلال سنة 2010. رغم كثرت شكوى المغاربة من ارتفاع أسعار مكالمات الهاتف النقال، فإنه لم يؤثر على إقبالهم عليها، فقد تجاوز عدد المشاركين عدد السكان، حيث أصبح الهاتف النقال جزءاً لا يتجزأ من كماليات الأسر المغربية، إذ تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن عدد سكان المغرب في حدود 33 مليون نسمة، فيما سجل التقرير الأخير للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن نسبة تلبية حاجيات السوق بلغت في آخر العام الماضي أكثر من 113%، مقابل 101% خلال 2010 وبذلك فقد تجاوز عدد المغاربة المشتركين في الهاتف النقال 2011، 36.5 مليون مشترك. وكشفت أيضا الوكالة مؤخرا أن متوسط مدة المكالمات عبر الهاتف المحمول بلغ 57 دقيقة شهرية لكل زبون (1.9 دقيقة يوميا) مقابل 41 دقيقة نهاية سنة 2010، مسجلا نموا بنسبة 39%، خلال سنة 2010. شركات الاتصالات المغربية تتهافت لجذب زبنائها بأنواع مختلفة، من حيث التنافسية في العروض المقدمة التي تمكن الزبائن من الاستفادة من زيادة التحفيزات الدائمة المطبقة على العروض مسبقة الأداء ومن نظام الفوترة على أساس الثانية إلى جانب التخفيضات التي عرفتها أسعار المكالمات الدولية وتخفيض سعر الدقيقة بالنسبة للعروض ذات الأداء المسبق. وبفضل تعدد شركات الاتصالات وتقديمها عروضا تجذب المغاربة، فقد توسع الاستعمال الفردي للهاتف الجوال بالمغرب، حيث أصبح الفرد الواحد لا يكتفي بهاتف نقال واحد، و على إثر ذلك سجلت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن زبائن الهاتف المتنقل استفادوا بشكل مهم من التخفيضات المستمرة، ومن أسعار العروض الامتيازية من خلال التعبئة المزدوجة والثلاثية التي يقدمها بعض المتعهدين على الخدمة مسبقة الأداء، وكذا من توحيد أسعار المكالمات الممررة داخل نفس الشبكة مع أسعار المكالمات الممرة بين مختلف الشبكات. وكشفت إحدى التقارير أن حصص شركات الاتصالات المغربية تتوزع كالتالي: حصة "اتصالات المغرب"، واصلت نزولها عن سقف 50% لتصل إلى 46.8% حالياً. وارتفع عدد المشتركين لدى "ميديتيل" من 10.7 مليون مشترك إلى 12 مليون مشترك لتدعم حصتها من السوق خلال 2011، التي قاربت 33%، ولم تُستثن شركة "وانا" من هذا النمو، حيث ارتفع عدد المشتركين في الهاتف النقال لدى الفاعل الثالث من 4.3 مليون مشترك إلى 7.3 مليون حالياً، وأصبحت حصة السوق لدى "وانا كوربورايت" في 2011 أكثر من 20%. ولم يتوقف شغف المغاربة عند المكالمات الهاتفية فقط بل شغف المغاربة طال خدمات الإنترنت، حيث فاق عدد مستخدمي الإنترنيت في المغرب 15.6 مليون مستخدم ، حسب ما أوردته إحدى الإحصائيات. ودخل المغاربة غمار المنافسة في استخدام الإنترنت، حيث سجل معدل الولوج الأعلى على صعيد القارة الإفريقية بما يقرب 50%، أي أن نصف سكان المغرب يستعملون وسيلة الاتصال الحديثة هذه. كما ناهز عدد المستخدمين المغاربة للموقع الاجتماعي فيسبوك، الأربعة ملايين مستخدم، واحتل المركز الرابع على الصعيد الإفريقي خلف كل من مصر وجنوب إفريقيا ونيجيريا. وارتفع عدد المستعملين المغاربة للإنترنيت فيما بين سنتي 2000 و متم 2011 ب 156 مرة، حيث لم يكن يتجاوز عدد المستخدمين 100 ألف في بداية الألفية. واستحوذت شركة "اتصالات المغرب" على النصيب الأكبر، حيث حصدت أكثر من 53% من حصة سوق الإنترنيت بالمغرب خلال السنة الماضية، مقابل 28.4% ل"ميديتيل" وحوالي 18% ل"وانا كوربورايت".