أفادت دراسة حديثة أنجزتها منظمة الصحة العالمية بأن ملايين الأشخاص معرضون لخطر الموت المبكر، لأنهم لا يأكلون ما يكفي من الألياف الغذائية. فقد توصل الباحثون إلى أن الأفراد الذين يتناولون الكثير من الألياف في نظامهم الغذائي يقللون من خطر الوفاة المبكرة بنسبة الثلث، مع انخفاض خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو النوع الثاني من داء السكري أو سرطان الأمعاء، بنسبة تصل إلى الربع. وتعد الألياف حيوية لعملية الهضم، وتساعد على إبقاء الأشخاص يشعرون بالشبع لفترة أطول، وتوجد بمستويات عالية في الفاكهة والخضروات والحبوب، وكذلك الخبز والمعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة. ويؤكد العلماء أن الألياف تؤثر على الجسم إيجابا ومباشرة، فهي تعيد حركة الأمعاء لطبيعتها لأن الألياف تزيد من حجم الخروج وتلي نه، وتساعد في الحفاظ على صحة الأمعاء وسلامتها، وتخف ض نسبة كولسترول السكر في الدم، وتعطي إحساسا بالشبع وتعمل بالتالي على التحكم في الوزن. ولكن ارتفاع الغذاء المعالج، الذي غالبا ما يحطم الكثير من الألياف في المكونات الخام، يجعل الناس يحصلون على القليل جدا من هذا المكونات، كما أدت الوجبات الغذائية العصرية منخفضة الكربوهيدرات والغلوتين، التي ازدهرت شعبيتها في السنوات الأخيرة، إلى انخفاض استهلاك الألياف. وجمع فريق البحث نتائج أكثر من 230 دراسة سابقة، شملت 215 ألف فرد، ووجد أن الأشخاص الذين تناولوا أكثر من 30 غراما في اليوم من الألياف (الكمية الموصى بها من قبل هيئة الصحة العامة في بريطانيا)، أقل عرضة للوفاة مبكرا بنسبة 24 في المائة، مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا ثماني غرامات من الألياف في اليوم. وبالنسبة لأولئك الذين تناولوا أكثر من 35 غراما، فقد انخفض خطر الموت المبكر لديهم بأكثر من الثلث. وقال البروفيسور جيم مان، من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا، والذي شارك في هذه الدراسة الجديدة، "تقدم نتائجنا دليلا مقنعا على إرشادات التغذية للتركيز على زيادة الألياف الغذائية، واستبدال الحبوب المكررة بالحبوب الكاملة. كما أن الأطعمة الكاملة الغنية بالألياف، والتي تتطلب مضغا وتحتفظ بالكثير من تركيبها في الأمعاء، تزيد من الشبع وتساعد في التحكم بالوزن ويمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على مستويات الدهون والكولسترول".